الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعمال الألفاظ البذيئة في المزاح ونحوه

السؤال

إذا وقع خلافٌ بين مسلمَينِ، وضرب أحدهما الآخر (تقاتلا)، فما حكم ذلك؟
وسؤال آخر: جميع أصدقائي يمزحون مع بعضهم بالكلام البذيء (القذر)، وإذا اختصموا مع بعضهم يقولون كلامًا قذرًا، ويقولونه طول الوقت، وأنا أنصحهم بأن يتركوا ذلك الكلام دائمًا، ولكنهم لا يصدقوني؛ بحجة أنني لست مفتيًا، وأصبحت أضطر عندما يشتمونني بهذا الكلام، إلى أن أقول كلمة بذيئة واحدة تسكتهم، فما حكم ذلك؟ وما الواجب عليّ؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما سؤالك الأول: فالواجب على المسلمين إذا اختلفوا أن يحلوا خلافاتهم على وفق الشرع الشريف، فيتحاكموا إلى من يحكم بينهم بمقتضى الشرع.

وأما التضارب والتقاتل، فمحرم، وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر. لكن إن اعتدى أحدهما على الآخر، فللمعتدى عليه أن يدفع عن نفسه، كما قال تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ {البقرة:194}.

وأما استعمال الألفاظ البذيئة في المزاح، ونحوه، فليس مما يليق بالمسلم، وفي الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء.

وإذا تضمن هذا البذاء قذفًا، أو انتهاكًا للحرمات، كان محرمًا بلا شك.

والواجب عليك أن تناصح هؤلاء الأشخاص، وتبين لهم خطورة مثل هذا التمازح، وأنه يفضي إلى ما لا تحمد عاقبته، وأن حفظ اللسان من أهم شعب الإيمان.

فإن لم ينتصحوا، فدع صحبتهم، واصحب غيرهم من أهل الخير، الذين تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني