الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى تصفيد الشياطين في رمضان

السؤال

من المعروف أن الشيطان كان حاضرًا معركة "بدر"، وهذه الغزوة كانت في رمضان، فلماذا لم يكن الشيطان مصفَّدًا في ذلك الوقت؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فبغض النظر عن ثبوت التفاصيل المروية بخصوص حضور الشيطان غزوة بدر، والتي ذكرها كثير من المفسرين عند قوله تعالى: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال:48].

وبغض النظر أيضًا عن تصفيد الشياطين في شهر رمضان، هل كان من أول ما فرض الصوم في السنة الثانية من الهجرة - وهي السنة التي وقعت فيها غزوة بدر- أم كان ذلك في رمضان لاحق!

فبغض النظر عن ذلك كله، فإن هذا التصفيد الواقع في شهر رمضان مما اختلف أهل العلم في حقيقته، وفي أثره، وفي من يشمله من الشياطين، فقيل: إنه خاص بالمردة، أو بمسترقي السمع منهم. وقيل: إن هذا يقع في ليالي رمضان دون أيامه. وقيل: إن ذلك خاص بالشياطين القائمين على فتنة المسلمين، وتزيين المعاصي لهم. بل ذهب بعض أهل العلم إلى تخصيص ذلك بالصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه، وروعيت آدابه دون غيرهم. وراجع في ذلك الفتويين: 77437، 139878.

وتصفيد الشياطين إن كان عن المسلمين الصائمين وحدهم، فلا يتعارض هذا مع تسلطهم على الكفار، كحال مشركي قريش الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني