الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إبداء البغضاء للمسلم العاصي

السؤال

أسأل الله أن ينفع بكم، ويجعلكم هداة مهتدين.
أرجو منكم التفصيل حول بغض المسلم لوجه الله؛ بسبب ما يأتي من المعصية، فأنا أروّض نفسي على حب كل مسلم موحد، وأذكرها أن كلًّا منا يقع في المعاصي، فهل هذا صحيح؟ وإذا كان يجوز بغض المسلم في الله، فهل يجوز إبداء البغضاء له؟ وهل أنا مثاب، أو مدان بحبي، أو بغضي لأخ مسلم عاص؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن المسلم يُحبُّ لما فيه من إسلامٍ، وإيمانٍ، ويُبْغَضُ بقدر ما فيه من ذنوبٍ، وعصيانٍ، وهذا من جملة الحب، والبغض في الله، ويثاب عليه العبد.

وقد سبق أن فصلنا هذا الأمر، وذكرنا كلام أهل العلم حوله في عدة فتاوى سابقة، كالفتاوى التالية أرقامها: 366316، 251614، 141625.

وأما هل يجوز إبداء البغضاء له؟

فالجواب: أنه لا تلازم بين البغض الذي هو أمر قلبي، وبين إظهاره، وإظهاره في صورة الهجر، والإعراض يدور مع المصلحة من عدمها، فيُظْهَرُ إذا كان ثمت مصلحة مرجوة، كزجر المهجور عن المعاصي، إن عُلم أنه ينزجر بالإعراض، وإن لم توجد مصلحة، فلا، وانظر الفتوى: 21837 عن الهدي النبوي في معاملة أصحاب المعاصي، ومثلها الفتوى: 106731.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني