الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في المواظبة على الرقية بدون علم الأب لاتقاء غضبه

السؤال

قبل سنتين تعرضت لنوع من السحر والعين. أصبحت أقرأ القرآن والرقية الشرعية. لكن لم أتعاف بشكل كامل منه. أصبح لدي وسواس.
أبي عندما يراني أقرأ القرآن، يحزن مني "يزعل مني".
سؤالي: هل يعتبر هذا غضبا من والدي علي، مع أن أبي لا يؤمن بالسحر والعين. هل أقرأ القرآن في الوقت الذي لا يتواجد فيه؟ هل أستسمح منه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يعافيك من كل بلاء، ويشفيك تمام الشفاء، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية، ويجعل ما أصابك كفارة لذنوبك ورفعة لدرجاتك. وقد أحسنت بقراءتك للقرآن، والاهتمام بالرقية الشرعية، وهذه من أعظم أسباب الشفاء، ونوصيك بالاستمرار في ذلك، مع كثرة الدعاء حتى يتيسر لك الشفاء التام، فالله عز وجل هو من يكشف الضر، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.

ولم تبين لنا السبب الداعي لأبيك للغضب عندما يراك تقرأ القرآن، وعلى كل تقدير، فليس له الحق في منعك من قراءة القرآن. وإن قرأته من غير أن يراك، فهو تصرف حسن، بل هو الأفضل؛ لتكون قد جمعت بين الحسنيين: أي قراءة القرآن، واتقاء إغضاب أبيك. وينبغي أن يبين له بعلم وحكمة وأدب، أن كلا من السحر والعين حق، وأن لهما تأثيرا، وتوضح له النصوص الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع، ويمكن الاستفادة من الفتويين: 18942، 16755.

والأولى أن ينتدب له في هذا النصح بعض الفضلاء ممن يرجى أن يقبل قولهم.

أما بخصوص سؤالك: هل أستسمحه؟ فلا ندري وجهه، فليس هنالك تقصير منك في حقه، فيما يظهر لنا من خلال سؤالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني