الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بخاخ الربو والأنف هل يفطر الصائم؟

السؤال

أنا مقيم في ألمانيا منذ أربع سنين، وأعاني من مرض الربو المزمن، وفقر الدم (تلاسيميا)، ولا أستطيع تحمل صيام شهر رمضان، ولديّ بخاخ ربو يوميًا، ويجب عليَّ استخدامه ثلاث مرات يوميًّا، ولديَّ بخاخ ربو عند الطوارئ، وبخاخ أنف أيضًا، ومعي نقص فيتامين B12، وعند صيامي أشعر بالدوخة، ووجع الرأس، ولا أستطيع تحمل صيام شهر رمضان، مع العلم أن مدة الصوم تصل إلى 17 ساعة، فماذا يجب عليَّ أن أفعل؟ هل يجوز أن أفطر، وأتناول أدويتي، وبخاخ الربو؟ وما هي الكفارة التي تجب عليَّ؟ أرجو إجابة وافية -جزاكم الله كل خير-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء المعاصرون في بخاخ الربو هل هو من المفطرات أو لا، وانظر الفتوى: 220159، والذي رجحناه في هذه الفتوى أنه غير مفطر، ما دام الذي فيه مجرد بخار، وليس مادة لها جرم.

وعليه؛ فيجب عليك الصوم، وليس لك أن تفطر، بل تستعمل البخاخ إن شئت، ولا شيء عليك.

وكذا القول في بخاخ الأنف، وليس مجرد الشعور بالتعب عذرًا مبيحًا للفطر، ولا بد أن يتوفر في المرض ضابط المرض المبيح للفطر، ويعرف ذلك بالتجربة، أو بخبر الأطباء الثقات، وتنظر الفتوى: 126657، لمعرفة ماهية المرض المبيح للفطر.

فإذا أفطرت بسبب مرض مبيح للفطر، فإن كان ذلك المرض، يرجى زواله، فإنه يلزمك القضاء عند القدرة عليه؛ لقوله تعالى: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:185}.

وإن كان غير مرجو الزوال، فإنك تطعم مكان كل يوم أفطرته مسكينًا، كيلو ونصف من الأرز تقريبًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني