الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القبول بخاطب ينتمي للصوفية

السؤال

خطيبي متصوف، وعندما بحثت مؤخرًا، علمت أن التصوف حرام، وفيه كثير من البدع، وأيضًا الشرك بالله، فهل أفسخ الخطبة أم أستمر في نصحه، وأكمل الزواج، ولا أعلم إن كان سيتقبل النصيحة أم لا؟ ومن الممكن أن يظل كما هو، مع العلم أن أخلاقه حسنة، ويحبني كثيرًا، فماذا أفعل؟ أرجو الرد سريعًا، وادعوا لي بصلاح الحال، وأن يوفقني الله لما يحبه، ويرضاه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يصلح حالك، ويوفقك لما يحب ويرضى، وأن يصلح حال خاطبك، ويرزقك السعادة في هذا الزواج، إنه قريب مجيب.

فالتصوف أنواع، والطرق الصوفية تتفاوت فيما بينها قربًا وبعدًا عن السنة، كما أنها تختلف في مقاصدها، وأهدافها قديمًا وحديثًا، فلا ينبغي الحكم عليها حكمًا واحدًا؛ إذ منهم المبتدعة، ومنهم الزنادقة، ومنهم الزهاد.

والمبتدعة منهم من تكون بدعته مكفرة، كالاستغاثة بالمخلوق من دون الله، واعتقاد علمه الغيب، ومنهم من تكون بدعته غير مكفرة، كالاحتفال بالموالد، وضرب الطبول، ونحو ذلك، وانظري تفصيل ذلك في الفتاوى: 29243، 47064، 13742، 27699.

وسبقت لنا فتاوى فيها تفصيل القول في حكم تزويج المبتدع، يمكنك أن تراجعي منها الفتوى: 1449.

وخلاصتها: أنه يحرم تزويج صاحب البدعة المكفرة، ويجوز تزويج صاحب البدعة غير المكفرة، لكن الأولى أن تحرص المرأة المسلمة على الزواج ممن لا بدعة عنده.

وبخصوص خطيبك: فينبغي أن ينصح، ويسلّط عليه بعض أهل العلم؛ ليبينوا له الحق، وما في الفكر الصوفي المنحرف من أباطيل، فقد يكون جاهلًا، أو مقلدًا، فإن تاب إلى الله وأناب، فالحمد لله، وإلا فالحكم فيه على ما أسلفنا من التفصيل، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 174963.

وإن لم يقدر لك الزواج منه، فلا تأسفي عليه، فإنك لا تدرين أين الخير، وفوّضي أمرك إلى الله، وسليه أن يبدلك من هو خير منه دِينًا، وصلاحًا، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني