الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط الرخصة للحامل في الفطر

السؤال

أنا حامل في آخر الشهر الثالث، وكنت استشرت الطبيب أن أصوم، فسمح لي بالصوم ما دمت آكل وأشرب جيدا. لكن خلال فترة الصوم كنت متعبة جدا، وينخفض ضغط دمي، وحصل لي جفاف خفيف. وزوجى طبيب أيضا، وحلف ألا أصوم باقي الشهر؛ لأنه يؤثر بالسلب عليَّ وعلى الجنين، ولكني بعد أن أحسست بالتحسن بعد ما أخذت محاليل وريدية، حاولت أن أقنع زوجي أن أستأنف الصوم، لكنه لا يوافق خوفا أن أتعب مرة أخرى، لكني أحس أني بصحة معقولة، فقمت بالصوم اليوم بدون علمه. فهل أنا مخطئة لأني صمت دون علم زوجي، وخالفت اليمين الذي حلفه. وهل أنا أعرض نفسي والجنين للتهلكة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمردُّ هذا الأمر إلى الأطباء الثقات، وإذا اختلفوا فيرجع إلى أوثقهم، وانظري الفتوى: 112768.

فإن أجاز لك الطبيب الثقة الصوم، وأخبرك أنه لا ضرر عليك إذا صمت، فالصوم واجب عليك، ولا عبرة بكلام زوجك إذاً وما حلفه من يمين، ويجب عليه أن يكفر عن يمينه تلك، والحال هذه. ولا تأثمين بمخالفته، والصوم بغير إذنه؛ لأنه صوم واجب. ولست والحال هذه ملقية بنفسك، ولا بولدك للتهلكة، ما دام صومك بناء على قول الطبيب الثقة، وعلى التجربة القاضية بأنه لا يضرك.

وأما إذا قرر الأطباء الثقات أن الصوم يضر بك، أو بجنينك، فلك رخصة في الفطر، وإن كان زوجك طبيبا، وكنت تثقين بقوله أكثر من غيره لاطلاعه على تفاصيل حالتك، فلا حرج عليك في العمل بقوله، ولكنه تلزمه الكفارة على كل حال ما دمت قد خالفت يمينه وصمت. والواجب عليك إذا أفطرت خوفا على نفسك أو على جنينك مبين في الفتوى: 113353.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني