الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الذكر بـ: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" مشروع؟

السؤال

لقد انتشرت الكثير من الفرق المبتدعة، والصوفية المخرفة، وينشرون أذكارًا كثيرة، منها ما لا نعرفه، ومنها ما نعرفه، ويزيدون عليه، وحجتهم في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّمهم هذه الأذكار، ويأخذون الإجازة في نشرها من الرسول صلى الله عليه وسلم، إما من رؤيا منامية، وإما من رؤية رسول الله يقظة "كما يدّعون".
ومن ضمن الأذكار التي نعلمها، ولكنهم زادوا وابتدعوا فيها، هي قول: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم" بهذه الكيفية، أي: زيادة الصلاة على الرسول في جملة التوحيد، كما زادوها بعد الأذان، وغيره، فسؤالي: هم يقولون: إنه يجب تكرار هذا الذكر يوميًّا قدر المستطاع: " لا إله إلا الله، محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم"، فهل هذا جائز؟ وهل يجوز أن نضيف على "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، بهذا الشكل، أم إنه نوع من التلبيس؟ شكرًا جزيلًا، وبارك الله بكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا في الفتوى: 67482 أن الشرع لا يؤخذ من المنامات، كما بينا في الفتوى: 9991 عدم إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظةً بعد موته، فمن يقول: إنه يتلقى عن النبي صلى الله عليه وسلم الأحكام الشرعية، أو الأذكار في المنام، أو يراه في اليقظة، فقوله مردود عليه، ولا عبرة به، وهو من تلبيس إبليس.

وأما زيادة الصلاة عليه بعد جملة التوحيد، فلا حرج في ذلك؛ لعموم الأدلة الدالة على مشروعية الصلاة عليه عند ذكر اسمه الشريف، ولكن هل الذكر بـ "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" -صلى الله عليه وسلم- بإضافة "محمد رسول الله" مشروع أم لا؟

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: هل الذكر بـ: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، مشروع بهذه الإضافة، وما حكم المداومة على الذكر بهذا اللفظ؟

فأجابت اللجنة بما يلي: الشهادة لله تعالى بالوحدانية، ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة، فرض، لا يكون الإنسان مسلمًا إلا بذلك، والذكر بـ: لا إله إلا الله وحدها، أجره عظيم؛ لحث الشرع على الذكر بها، ولأنها أفضل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، والنبيون من قبله. أما اتخاذ هذه العبادة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) وردًا يذكر به، ويداوم عليه، فلم يرد به الشرع، والخير كل الخير في الاستغناء في العمل بما ثبت شرعًا، والاكتفاء به في الذكر، مع الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كل وقت، وبالله التوفيق. اهــ.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني