الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعتراض الزوجة على زوجها لمساعدته لإخوته وأخواته

السؤال

المشاكل لا تنتهي بيني وبين زوجتي التي عاشت معي، وشاركتني غربتي بعيدة عن والديها، وتحملت معي أعباء الحياة الصعبة. ولكن
أخي كان يعمل خارج البلاد مثلي، ولم يحافظ أو يدخر شيئا، وكانت زوجته ذات طباع سيئة لا حصر لها، ومنها: الإسراف، وعدم المحافظة عليه، وعلى بيته في غربته، ولا حتى على أولاده، ناهيك عن الغيبة والنميمة سببا رئيسا في ذلك.
فكانت تنفق المال، ولا تقتصد، ولا تحافظ على ماله، ولا على شيء. ولطالما ألمحت له بذلك، ولكنه كان يغضب، مع أنه أخي الأصغر، وأنا الاخ الأكبر له، ولثلاث بنات، والوالدان متوفيان.
وعندما تحدث مشكلة بيننا يبادر بالقطيعة، وأنا دائما من يبادر بالحديث وصلة الرحم، ولا يسأل أو يهتم لشأني، وعندما مرضت زوجتي لم يهتم ويسأل بالشكل الكافي، وهي لم تنس له ذلك، وعندما أعطيت أخي مبلغا من المال على سبيل الدين؛ لأساعده في زواج ابنته، غضبت زوجتي غضبا شديدا، وقالت هو لم يحافظ على ماله، وزوجته تصرف يمينا وشمالا، ولا يسأل عنك ولا على أولادك، ولم يهتم لمرضي، وأنت تذهب وتعطيه مالا، فهو لا يستحق. وإذا أردت أن تعطيه، فأعطه مبلغا قليلا يستطيع سداده. وللعلم هو لم يسدد إلا نصف المبلغ الذي أخذه منذ أعوام، مع أنه وعد أنه سيسدده خلال أشهر قليلة.
والآن المشاكل لا تنتهي بسبب تحذيرها الدائم لي بأن الحياة في مصر صعبة، والمصاريف كثيرة، وعندنا أولاد، وتقول إذا أعطيت لأخيك مالا ليصرفه هو وزوجته السابق الحديث عنها وعن أخلاقها، تكون أنت من يريد أن يهدم بيتنا. فهذا المال من غربتنا وتعبنا وتحملنا، ثم تأتي أنت وتعطيه لأخيك. مع العلم أني أحافظ، وأعطي بمقدار، وأعلم ما أعطي، وما أدخر لأولادي.
وأيضا الأمر ينطبق على أخواتي البنات المتزوجات، فلقد غضبت كثيرا، وعملت مشاكل كبيرة عندما أساعد إحدى أخواتي. هي تقول إنهن متزوجات، ولهن أزواج مسؤولون عنهن، وأيضا هن حالهن ميسور. فلماذا تعطيهن.
فهل أحافظ على استقرار البيت من أجل الأولاد بالرضوخ لطلبات زوجتي غير المشروعة من وجهة نظري، وليس لها حق فيها، وحينها أشعر بالضيق والتقصير تجاه أخي وأخواتي؟ أم بماذا تنصحوني؟
أنا متزوج منذ 25 عاما، مع العلم أني حاولت مع زوجتي بشتى الطرق أن هذا عمل خير يجب أن تعينيني عليه، وسيكون في ميزان حسناتك، ولكن دون فائدة، فهي لا تستجيب، وتقول أنت الذي جعلت مشاعري تجاهم هكذا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حقّ لزوجتك في منعك من إعانة أخيك أو أخواتك بالمال، وليس لها الاعتراض على شيء من ذلك ما دمت قائماً بحقها في الإنفاق عليها، وعلى أولادك بالمعروف، ولا ينبغي لك ترك هذه الصلة بسبب اعتراض زوجتك، ولكن بيِّن لها فضل هذا العمل، وكونه من أسباب البركة في العمر والرزق.

ففي الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.

ونصيحتنا لك أن تسعى لإصلاح ذات البين، وتجتنب كل ما يؤدي إلى التنافر والبغضاء بين زوجتك وأهلك، وتستعمل الحكمة والمداراة مع زوجتك، فلا تطلعها على ما تقوم به من إعانة أخيك أو أخواتك، وأن تخفي عنها ذلك ما استطعت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني