الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرء يفعل ما فيه المصلحة دون التفات لما فات ولقول الناس

السؤال

أنا بنت عمري17سنة، متمدرسة، وإن شاء الله هذه السنة عندي امتحان البكالوريا (امتحان المرحلة النهائية للتعليم الثانوي) منذ بداية السنة وأنا أحضر لهذا الامتحان في أفضل الأحوال بدون أية ضغوطات، ولكنني وقعت في حب شاب متمدرس في نفس سني، متميز، وشارك بأولمبياد الرياضيات. المهم بقيت أهتم به من جهة، وبدراستي من جهة أخرى، حتى صرت أدرس انتقاما منه لعدم محادثتي له (لم أكن أدرس بنية خالصة) مع بداية العام الجديد، ومع التحضيرات المستمرة ضغطت على نفسي أكثر لتجاوز مثل هذا التفكير، وأصبحت لا أهتم إلا بالدراسة؛ لدرجة أني أهملت صلاتي بحجة الوقت، فسقطت في معدلي، وأصبت حينها بأزمات نفسية حادة (اكتئاب .. ندم).
رجعت مرات عديدة للدراسة في أوضاع عادية، ولكنني سرعان ما كنت أيأس، لم أرحم نفسي على فعلي؛ لدرجة أني أرهقت والديَّ، وتمنيت أن أعود لتصحيح تفكيري الساذج.
ففي الفترة الممتدة من مارس إلى إبريل ضيعت وقتي في الندم والتحسر؛ لدرجة أنني أصبحت أنفر من نفسي، ومن الدراسة، وأهلي كرهوني لكثرة إهمالي، ولا مبالاتي. لم يبق إلا القليل لاجتياز هذا الامتحان، ووالدتي الآن أصرت عليَّ أن أرسب عامي هذا، حتى أبدأ عاما جديدا، وحجتها أمام الناس أني اضطربت وتضجرت في مذاكرتي في الفترة الأخيرة، وأنا في حيرة من أمري، هل أدرس ما تبقى -علما أني لن أحصل إلا على القليل؟ أم أعيد عامي الدراسي؟ وهل يعتبر هذا رياء؟ وهل سيوفقني الله بعد أن أكذب على الجميع وعلى نفسي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالصواب أن تفعلي ما تظهر فيه المصلحة بغض النظر عما يقوله الناس، وليس هذا داخلاً في الرياء.
ولا تشغلي نفسك بالتحسر على ما فات، ولكن اشغلي وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك، وإذا اجتهدت وتوكلت على الله، فسوف يوفقك، وييسر لك الخير.

وإذا احتجت إلى إخفاء شيء عن الناس، فلا تكذبي، ولكن استعملي التعريض والتورية، وانظري الفتوى: 68919.

واعلمي أنّ ما يعرف اليوم بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات فهو أمر لا يقره الشرع، وهو باب فتنة وفساد، وإذا تحاب رجل وامرأة، فالزواج هو الطريق الأمثل، فإن لم يتيسر لهما الزواج، فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج، ويشغل وقته بما ينفعه في دينه ودنياه. وراجعي الفتوى: 155913.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني