الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لاستعمال لوحة مفاتيح اشتريت بمال محرم أثر على المال المكتسب؟

السؤال

اشتريت سابقًا لوحة مفاتيح كمبيوتر بمال محرم، لكنه ليس مالًا مسروقًا، أو مغصوبًا، أي أنه ليس ملكًا لأحد، واستعملت لوحة المفاتيح تلك في شراء محفظتين عبر الإنترنت بغرض البيع، ونسيت أنها من مال مشبوه، فهل المال المكتسب من بيع المحفظتين حرام؟ وهل استعمال لوحة المفاتيح هذه يؤثر على حلية المال المكتسب من العمل على الكمبيوتر؟
وقمت بوضع المحفظتين عند صديق لي لديه محل، دون بيعهما له، وقلت له: أنا آخذ على البيع 300 د ج، وأنت بع كما تشاء، أي أنني تركت له هامش ربح عمدًا؛ لكي يأخذ فائدة من البيع، وعلمت أن هذا ربما مثل السمسرة، ولا يجوز الزيادة دون علم المشتري، فهل المال المكتسب حلال أم حرام؟ وهل استعمال شيء أثناء العمل، اشتريته من قبل من مال حرام، مثل: ملابس، أو لوحة مفاتيح، أو وسيلة نقل، أو وغيرها، يؤثر على المال المكتسب؟ وهل تعد هذه الوسائل رأس مال للعمل. أتمنى الإجابة بوضوح عن كل سؤال -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في استعمال شيء مما ذكره السائل! فالمال المكتسب من بيع المحفظتين ليس حرامًا، وتوكيل صاحبك في بيعهما بالطريقة المذكورة، لا حرج فيه.

واستعمال لوحة المفاتيح المذكورة، لا يؤثر على حلية المال المكتسب من العمل على الحاسوب، وإنما تتعلق الحرمة بطريقة كسب المال، فيبقى إثمه في ذمة صاحبه، إلى أن يتوب.

وهكذا الحال في استعمال ما اشتري من مال حرام بسبب طريقة كسبه، لا يؤثر بالحرمة على المال المكتسب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني