الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حذيفة رضي الله عنه وأحاديث الفتن

السؤال

أود أن أسأل سؤالا يتعلق بأمين سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- حسبما أعلم، فلقد كان هو الصحابي الذي ائتمنه رسول الله على الأحاديث المتعلقة بالفتن، حيث لم يصرح بهذه الأحاديث لغاية خلافة سيدنا عمر -رضي الله عنه- ومن المعروف بأنه توفي بعد خلافة سيدنا عثمان -رضي الله عنه- بشهر أو ما يقاربه، ما أود الاستفسار عنه هو: في أي عام هجري قام الصحابي حذيفة بنشر هذه الأحاديث؟ أو بأدنى حد في أي فترة تقريبية قام بنشر هذه الأحاديث؟
وجزاكم الله بكل الخير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فننبهك أولا أن الأحاديث التي اختص بها حذيفة -رضي الله عنه- ليست مقصورة على أحاديث الفتن، بل خصه النبي -صلى الله عليه وسلم- بغيرها كأسماء المنافقين، ثم إن القول بأن حذيفة لم يحدث بأحاديث الفتن إلا في خلافة عمر هذا يحتاج إلى تتبع واستقراء، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قاله، فلا ندري من أين أتيت به، ولم نجد ما يفيد تحديد سنة بعينها دون غيرها حدث فيها حذيفة بأحاديث الفتن، ونرى أن البحث في هذا غير مفيد.

وقد جاء ما يدل على أن حذيفة رضي الله عنه لم يحدث بكل أحاديث الفتن قبل مماته، وأنه لم يخبر بما أسره له به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها، وإنما كان يخبر ببعضها مما سمعه معه صحابة آخرون، فيخبر به في بعض المناسبات؛ كما في الصحيحين في قصته مع عمر حين سأله عن الفِتْنَة الَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ البَحْرُ. فقَالَ حذيفةُ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ؟ قَالَ: يُكْسَرُ، قَالَ: إِذًا لاَ يُغْلَقَ أَبَدًا، قُلْنَا: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ البَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ الغَدِ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ، فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ، فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: البَابُ عُمَرُ. اهــ

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني