الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل ببنك ربوي حال توفر الإسلامي لوجود مشاكل

السؤال

أنا أعمل في مصرف أبو ظبي الإسلامي في مصر في قسم الحاسوب، ولظروف الشغل وعدم تقديري تقدمت للعمل في البنك المصري لتنمية الصادرات، وهو يعمل على دعم وتنمية الصادرات المصرية، لكن طبعا لا يمنع أنه يوجد به قروض، وفوائد.
وهذا الرابط فيه نبذة عن البنك
https://personal.ebebank.com/ar/nbdht
وهذا البنك عرض عليَّ مرتبا أعلى بحوالي خمسين بالمائة زيادة عما آخذه في البنك الذي أعمل فيه، ولكني تراجعت لأنه ليس بنكا إسلاميا.
المشكلة أن المكان هناك أفضل من هنا بكثير من حيث النظام والرؤساء؛ فهم مرحبون بي جدا، عكس ما يحدث هنا، ولا يوجد هناك المشاحنات التي تحدث هنا، والأهم من كل ذلك تقديري هناك عكس ما يحدث هنا، وهناك بعض الأقاويل أنه يوجد بعض المشاكل هنا، وناس كثير يتركون العمل.
فما رأي حضراتكم في هذا الموضوع؛ لأني بحثت كثيرا، ولا أعرف ماذا أعمل؟ لأني ميَّال أكثر للذهاب إلى هناك؛ لأني نفسيًّا غير مرتاح في المكان الذي أنا فيه، لكني أخاف من الشبهات.
وآسف جدا على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمفتى به عندنا عدم جواز العمل في البنوك الربوية إلا في حال الضرورة؛ إذا كان الشخص لا يجد عملاً آخر، ولا وسيلة للكسب الحلال يسد بها حاجاته الأصلية سوى العمل في البنك الربوي، فيجوز له العمل للضرورة حتى يجد سبيلاً آخر، وانظر الفتوى: 145987.

وعليه، فما دمت تجد عملاً في بنك غير ربوي؛ فلا يجوز لك العمل في بنك ربوي، وما ذكرته من الأسباب التي تحملك على الانتقال إلى البنك الربوي ليست مسوّغاً للدخول في عمل محرم فيه إعانة على الربا الذي هو من أكبر الكبائر، ومن موجبات اللعن، ومحق البركة، فلا تغتر بكثرة الحرام، وتيسر سبله، فعاقبته وخيمة، ومآله إلى خسران، قال تعالى: قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة: 100]

قال ابن عطية -رحمه الله- في تفسيره: وقوله: قُلْ لا يَسْتَوِي... الآية لفظ عام في جميع الأمور يتصور في المكاسب، وعدد الناس، والمعارف من العلوم ونحوها، فالْخَبِيثُ من هذا كله لا يفلح، ولا ينجب، ولا تحسن له عاقبة، وَالطَّيِّبُ ولو قلَّ نافع جميل العاقبة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني