الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

توفي أبي، وتركني وترك أخوين لي، وأمي، وجدتي لأبي، وعمّين، ولم نكن نعلم أن أمّ أبي لها ميراث، فقسمنا الميراث: الثمن لأمّي، والباقي لنا، وماتت جدتي بعد أبي ب 8 شهور، ثم علمت أنها كان لها ميراث، فهل يرث أعمامي نصيب جدتي، أم ماذا نفعل؟
وهناك مشاكل بين إخوتي وأعمامي، فهم يرفضون فكرة إعطائهم أموالًا، فأخشى إذا أعطيت أعمامي الجزء الذي يخصني، أن أحدث مشاكل أكبر بينهم وبين إخوتي. جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأمّ قد فرض الله لها من تركة ابنها الذي مات، وله فرع وارث: السدس، فهي بذلك صاحبة فرض، لا تسقط البتة؛ لقول الله تعالى: وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ {النساء:11}.

وإذا ماتت، ولم يكن لها زوج، ولا أصل وارث، فإن كلّ مالها يرثه أبناؤها تعصيبًا.

فإذا كانت جدتك توفيت، ولم تترك زوجًا، ولا أبًا، أو أمًّا، وليس لها من الأولاد على قيد الحياة غير عميك اللذين ذكرت، فإنهما يرثان سدس أمّهما الذي ورثته من ابنها، الذي هو والدك. ولا يحق لأي أحد منعهما من ذلك.

وعليك أن تدفعي إليهما ما يخصهما من سدسهما في نصيبك؛ حتى تبرئين من حقوقهما الثابتة.

ويمكن أن تخفي ذلك عن أخويك، إن كان علمهما قد يحرجك معهما، أو قد يثير مشكلة بين أخويك مع عمّيك، مع تقديم النصيحة لأخويك، وتحذيرهما من أكل أموال الناس بالباطل، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {النساء:29}، وقال صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. رواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه.

وإن كان في الأمر نزاع، فينبغي رفعه إلى المحكمة الشرعية؛ لتعطي كل ذي حق حقه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني