الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحرم قطيعة الأرحام وإن صدرت منهم إساءات

السؤال

كل عام وأنتم بخير ما هو الحكم في امتناعي عن حضور الدعوة التي وجهها إلي شخصياً والد زوجتي (زوج خالتي) لتناول طعام الإفطار في شهر رمضان، ليس لأنني مشغول بأمر معين أو غيره بل وباختصار شديد، بسبب المشاكل العائلية التي تكون بين الأقارب، ولديهم بعض الصفات التي لا أحبها ولا أريد أن أطبقها في بيتي، أي لا أريد التعامل معهم بأي شكل من الأشكال؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الحضور إلى الدعوة المذكورة غير واجب عليك على الراجح عند أهل العلم، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وجزم بعدم الوجوب في غير وليمة النكاح المالكية والحنفية والحنابلة وجمهور الشافعية. انتهى وإن كان حضورك قد تترتب عليه مصلحة، كنصح الحاضرين وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فهذا عمل خير تثاب عليه إن شاء الله تعالى. ولكن تحرم عليك قطيعة أرحامك هؤلاء، وإن صدرت منهم إليك بعض الإساءات، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: أن رجلاً قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفَّهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. قال النووي رحمه الله: ومعناه كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وإدخالهم الأذى عليه. انتهى، وراجع الفتوى رقم: 24425، والفتوى رقم: 18355. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني