الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من الاغتسال من غسل الميت والوضوء من حمله

السؤال

ما هي الحكمة من أن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء ومن قام بغسل ميت يستحم ثم يتوضأ ومن تبع الجنازة يعيد الوضوء؟
وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله عز وجل لا يشرع لعباده إلا ما فيه مصلحتهم ومنفعتهم كما قال تعالى: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(المائدة: من الآية6)، وكما قال تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج[الحج:78] وقال تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (النساء:26)، فهو سبحانه وتعالى يشرع لعباده عن علم وحكمة، وهذه الحكمة قد يعلمها الناس وقد تخفى عليهم، والواجب على المسلم أن يُسلِّمَ لأمر الله عز وجل وحكمه ، ولأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وحكمه على كل حال، علم الحكمة من ذلك أو لم يعلم. قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (الأحزاب:36)، مع العلم بأنه لا حرج على المسلم أن يحاول التماس الحكمة من الأحكام الشرعية، لكن الحرج كل الحرج أن يرد هذه الأحكام إذا لم يعلم الحكمة منها. وقد حاول بعض العلماء التماس الحكمة من الأمر بالوضوء من أكل لحم الإبل، وانظر ذلك في الفتوى رقم: 10974 وأما عن الغُسل من غَسْل الميت فإنه مستحب وليس بواجب، لقول ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نغسل الميت فمنا من يغتسل ومنا من لا يغتسل. رواه الخطيب وصححه الحافظ بن حجر . وأما الحكمة من ذلك فلعلها ما جاء في حاشية البجيرمي على الخطيب وهو من كتب الشافعية قال: وأصل طلبه -أي الغسل من غسل الميت- إزالة ضَعْفِ بدن الغاسل بمخالطة جسد خالٍ عن الروح. ا.هـ وأما الوضوء من حمل الجنازة فهو كذلك مستحب ولا يجب، قال الطحاوي رحمه الله تعالى: قيل الحكمة في ذلك أن مباشر الميت يحصل له فتور، والوضوء والغسل ينشطه. اهـ والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني