الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أريد أن أعرف ما معنى النية وهل توجد طريقة يعمل بها لكسبها في نفس الإنسان وهل هي موجودة في قلب الإنسان، ويجب الحفاظ عليها بالطاعات وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنية لغة العزم، قال صاحب مختار الصحاح: نوى ينوي نية ونواه عزم. وفي اصطلاح الشرع عرفها السيوطي في الأشباه والنظائر نقلاً عن البيضاوي فقال: النية عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقاً من جلب نفع أو دفع ضر حالاً أو مآلاً.

ومحلها من الجسم القلب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: نية الطهارة من وضوء أو غسل أو تيمم أو صلاة أو صيام أو كفارات وغير ذلك من العبادات، لا تفتقر إلى نطق اللسان باتفاق أئمة الإسلام؛ بل النية محلها القلب باتفاقهم، فلو لفظ بلسانه غلطاً خلاف ما في قلبه فالاعتبار بما ينوي لا بما لفظ.

ولا خلاف بين العلماء في أنها شرط لصحة العبادات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. رواه البخاري.

والنية يراد بها أمران: تمييز العبادات عن العادات، وتمييز العبادات بعضها عن بعض، وهذا ما يُعنى الفقهاء ببيانه، ويراد بها تمييز المراد والمعبود، وهذا هو الإخلاص، أن يراد بالعبادة وجه الله تعالى، وهذا ما يهتم ببيانه أرباب السلوك والمتكلمون في العقائد، وهذا الإخلاص يحتاج إلى مجاهدة، ويزيد بالطاعة، وقد سبق أن بينا أهمية الإخلاص، وخطر الرياء، والسبيل إلى مجانبته في الفتويين: 10992، 8523.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني