الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عليكم بالرقية الشرعية فهي نافعة بإذن الله

السؤال

إن ماحصل هو مع والدتي...وليس معي...وإليكم ذلك بالتفصيل..حصل هذا قبل مدة طويلة.حيث كنا نعاني من أوضاع مالية سيئة للغاية. وكان والدي يعاقر الخمر ويلعب القمار مما زاد أوضاعنا سوءاً. وكان لا ينفق علينا ..والدتي مصلية وتعرف الله ..حيث دعت الله في وتر صلاه العشاء أن نربح ورقة يانصيب لحل مشاكلنا وستر ماء وجوهنا مع أصحاب الديون. وبعد أن أتمت دعاها. ظهر لها رجل شاب ويرتدي ملابس عسكرية.. وخرج لها من ناحية القبلة.. وصرخ بها: أتطلبين من الله شيئا حراماً!.حينها شعرت والدتي بأن الأرض تهتز تحت أقدامها .وأحست بصداع شديد جدا.. وبعدها أصيبت والدتي بحالة من الأرق الشديد. والآلام الرهيبة في منطقة العنق والأكتاف لازالت لغاية الآن.. رغم أن والدتي داومت على الاستغفار..وأدت مناسك العمرة وتدعو الله ليل نهار أن يخفف عنها...لكن الأعراض السابقة تختفي وتظهر وتعود بأشد من السابق..علما يا شيخنا الفاضل.. بأن والدي قد هداه الله بعد أقل من سنة بعد تلك الحادثة ورزقنا الله الخير الكثير من واسع فضله إلا أن وضع والدتي لازال كما هو...جربنا الطب الحديث...والأعشاب ..والاستشفاء بالقرءان الكريم والدعاء..أرشدونا يا شيخنا إذ أنني أتعذب كثيرا عندما أرى آلام والدتي...راجيا منكم سرعة الرد عبر بريدي الخاص....والله نسأل التوفيق لكم ولكل المسلمين .آمين

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فنسأل الله لنا ولكم الشفاء من كل الأمراض الظاهرة والباطنة إنه ولي ذلك والقادر عليه.
واعلم أنه ما أنزل الله تعالى داء إلا جعل له دواءً علمه من علمه وجهله ومن جهله، ففي مسند الإمام أحمد وغيره من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء".
ونرشدكم إلى أن تجددوا التوبة إلى الله تعالى جميعاً وتستغفروه كثيراً، وإن كانت عندكم مظلمة لأحد فردوها إليه أو استحلوه منها.
وأقبلوا على الله تعالى وألحوا عليه في الدعاء مصدقين بوعده موقنين بالإجابة معتصمين بحوله وقوته، متبرئين من كل حول وقوة لغيره، فقد وعد سبحانه وتعالى الذين يدعونه بأنه سيستجيب دعوتهم، ونصيب المضطرين من ذلك أوفر، قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) [البقرة: 186].
وقال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) [غافر: 60].
ثم عليكم بالرقية الشرعية من القرآن والسنة وداوموا عليها واصبروا ولا تتركوها، فإنها ستنفع بإذن الله تعالى.
وعالجوا أيضاً بشيء من العلاج الطبيعي عند طبيب حاذق، ولا تملوا ولا تقنطوا ، ولا تيأسوا من فرج وشفاء يأتي بهما الله عاجلاً أو آجلاً. فإن الفرج عند شدة الكرب، وإن مع العسر يسراً.
ونرجو أن يكون ما مضى من معاناة هذه السيدة تكفيرا لسيئاتها ورفعاً لدرجاتها عند الله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني