الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث "في أصحابي اثنا عشر منافقا"

السؤال

أريد شرحاً بسيطاً لحديث في صحيح البخاري: يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في صحابتي اثنا عشر منافقاً، ثمانية منهم لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سلم الخياط.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث ليس في صحيح البخاري بل هو في صحيح مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: في أصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط.. الحديث.

قال الإمام النووي في شرح مسلم: أما قوله -صلى الله عليه وسلم-: في أَصْحَابِي، فَمَعْنَاهُ ‌الَّذِينَ ‌يُنْسَبُونَ ‌إِلَى ‌صُحْبَتِي، كَمَا قال في الرواية الثانية: في أمتي، وسم الْخِيَاطِ بِفَتْحِ السِّينِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا الْفَتْحُ أَشْهَرُ، وَبِهِ قَرَأَ الْقُرَّاءُ السَّبْعَةُ، وَهُوَ ثَقْبُ الْإِبْرَةِ، ومعناه: لايدخلون الجنة أبدًا، كما لا يدخل الْجَمَلُ فِي ثَقْبِ الْإِبْرَةِ أَبَدًا. اهـ.

وهؤلاء الاثنا عشر منافقون أرادوا وهموا أن يفتكوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في طريق عودته من إحدى الغزوات.

وقد ذكر قصتهم الحافظ ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: يحلفون بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا (التوبة: من الآية74)، قال بعد أن أورد روايتين عند البيهقي وأحمد، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر أن يمشي الناس في بطن الوادي، وصعد هو وحذيفة وعمار العقبة، فتبعهم هؤلاء النفر الأرذلون وهم متلثمون فأرادوا سلوك العقبة، فأطلع اللهُ على مرادهم رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فأمر حذيفة فرجع إليهم فضرب وجوه رواحلهم ففزعوا ورجعوا مقبوحين، وأعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذيفة وعماراً بأسمائهم، وما كانوا هموا به من الفتك به -صلوات الله وسلامه عليه-، وأمرهما أن يكتما عليهم. ثم قال: ويشهد لهذه القصة بالصحة ما رواه مسلم، وأورد هذا الحديث. انتهى، انظر القصة مفصلة في تفسير ابن كثير: 2/488-489.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني