الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات

السؤال

ما الطريقة الصحيحة للصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم وإن صليت عليه ألفا هل يحرم جسدي على النار
أريد فوائد لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
هذا أول سؤال أسأله لكم ولكن ستقوى صلتي بكم إن شاء الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الطريقة الصحيحة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي ما ورد في السنة الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم وهي الأكمل والأفضل.

فعند ما أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً] (الأحزاب:56) سأل الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فقال لهم: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. رواه البخاري ومسلم.

وهذا في الصلاة، وأما خارج الصلاة، فالأمر واسع إن شاء الله تعالى، ويمكن للمسلم أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بكل كيفية تؤدي الغرض،

وإن كان الأفضل أن يصلي بالكيفية المأثورة وقد تقدمت ويدعو بالأدعية الواردة في القرآن والسنة.

ولا شك أن كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم القربات إلى الله تعالى، فقد روى الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة.. جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه.. قال أبي: قلت يا رسول الله: إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قال العلماء في شرح هذا الحديث: "فكم أجعل لك من صلاتي" أي فكم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي صلاة عليك.

وفيه أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة، ومن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا أو كتب له بها عشر حسنات.

فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال والقربات إلى الله تعالى.

وأما بخصوص عدد الألف الذي ذكرت وهل من فعل ذلك يحرم جسده على النار، فلم نقف له على دليل.

وبخصوص رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بأوصافه المعروفة الثابتة في السنة فلها فوائد عظيمة وهي دليل على صلاح الرائي ومحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فإن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فهو كمن رآه يقظة، لأن الشيطان لا يتمثل به صلى الله عليه وسلم فقد ورد في الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي.

ولمزيد من الفائدة، نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 4863، 5025، 21892، 31854.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني