الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيان معنى اسم الله (الضار) والحكم على الحديث الوارد فيه

السؤال

من أسماء الله الحسنى الضار، ما معنى هذا الاسم، وهل الله سبحانه وتعالى ضار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال المباركفوري في شرح سنن الترمذي عند شرح حديث أسماء الله الحسنى: الضار أي يضر من يشاء من خلقه، حيث هو خالق الأشياء كلها خيرها وشرها ونفعها وضرها، وبهذا يعلم أن الله تعالى يضر من يشاء من خلقه، ويدل لذلك قول الله تعالى: وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ [الأنعام:17]، وقوله تعالى: قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ [الزمر:38].

هذا؛ وليعلم أن الحديث الذي ذكرتيه أن من أسماء الله الحسنى الضار، ذكر الترمذي في السنن بعد ذكره له أنه ليس له إسناد صحيح، وقد ضعفه ابن حزم وابن العربي والداودي وابن كثير، وقد رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وصححاه، وقد رجح ابن كثير أن سرد الأسماء مدرج، وقد رجح الألباني تضعيف الحديث، ثم إنه يجدر التنبيه إلى أن الضار لا يذكر إلا مقرونا بالنافع، كما ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني