الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإنجيل فيه أحكام وأوامر ونواهي

السؤال

السؤال: هل جاء عيسى بتشريع أي طقوس وعبادات وحلال وحرام إلى بني إسرائيل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عيسى عليه الصلاة والسلام جاء مجددا لشريعة موسى، ومصدقا لما بين يديه من التوراة، وأنزل الله عليه كتاب الإنجيل مصدقا لما بين يديه من التوراة، وقد كان في التشريع الذي جاء به عيسى بيان للحق فيما اختلف فيه بنو إسرائيل ،وإحلال لبعض المحرمات، ومخالفة في بعض الأحكام الموجودة في التوراة، وكلف الله تعالى من بعث فيهم عيسى بالحكم بما في الإنجيل، وحكم على من لم يحكم به بالفسق.

قال الله تعالى: وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْأِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [ سورة المائدة: 48،47].

وقال تعالى: وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ [ سورة الزخرف: 63].

قال الشوكاني في تفسير هذه الآية: بالبينات أي بالمعجزات والشرائع.

وقال تعالى إخبارا عن عيسى أنه قال: وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ [ سورة آل عمران: 50].

وقد ذكر ابن كثير في التفسير: أن الأصح والمشهور عند أهل العلم أن الإنجيل فيه نسخ بعض أحكام التوراة.

وقد ذكر ابن حجر في الفتح: أن قول من زعم أن الإنجيل كله مواعظ متعقب، فإنه منزل أيضا على الأحكام الشرعية؛ وإن كان معظمها موافقا لما في التوراة لكنه نسخ منها أشياء، بدليل قوله تعالى: وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ [ سورة آل عمران: 50].

وقد استدل شيخ الإسلام في كتابه الجواب الصحيح بقوله تعالى: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْأِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ [ سورة المائدة: 48]. استدل بهذه الآية على أن في الإنجيل أحكاما وأوامر ونواهي.

وقد ذكر ابن الجوزي والشوكاني في تفسيريهما: أن من الأشياء التي أحلت لهم مما كان محرما في السابق لحم الإبل وصيد السمك يوم السبت والشحوم وبعض الطيور. وراجع الفتوى رقم: 813.

وننبه إلى أن ما شرعه الله تعالى من أحكام وعبادات لا يطلق عليها الطقوس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني