الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا يتيمة الأب والأم. متزوجة ولا يوجد لدي أطفال. الحمد لله على كل حال. سؤالي : أسمع دائما مقولة أن رضى الوالدين سبب رئيسي في توفيق الأبناء . كيف أنال الرضى أنا وإخواني في حالة كوننا أيتاما
.سؤالي الثاني هو من يدعو لي ولزوجي إذا لم يرزقنا الله بأطفال?
جزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فرضا الوالدين ليس سببا رئيسيا في توفيق الأبناء فحسب، بل هو فوق ذلك سبب رئيسي في رضا الله تعالى وكفى بذلك فضلا، وسخط الوالدين سبب في سخط الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ورواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

ورضا الوالدين محله حقاً زمن حياتهما، ولكنهما إذا ماتا فإن مما يمكن أن يحصل به رضاهما أن يدعو لهما الأولاد ويستغفروا لهما ويتصدقوا عنهما ويصلوا أرحامهما وينفذوا وصاياهما وعهودهما ونحو ذلك. روى ابن ماجه، وأبو داود عن أبي أسيد الساعدي قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله: هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة (أي الدعاء) عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما. وراجعي للمزيد الفتوى رقم: 10602، واعملي بما فيها أنت وإخوتك.

وإذا لم يرزقك الله بأولاد أنت وزوجك فبعد موتكما يمكن أن يدعو لكل منكما قرابته، ولا مانع من أن يدعو لكما من ليس من قرابتكما، ودعاء المسلم للمسلم يحصل به للداعي مثل دعائه. روى أبو داود وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا لغائب قال له الملك: ولك مثل ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني