الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز أن أصطنع الموت: بأن أكون في خلوة نائمًا على ظهري، وأتذكر حال موتي، ثم أموت، ثم يأتي أهلي يبكون ولا أتحرك، ثم أتذكر أنهم يحملونني إلى المغسلة، وأنا لا أستطيع أن أتكلم، ثم عند غسلي أسمع من يغسلني من أصدقائي بأنه صادقني لمصلحة، وهكذا.. ثم أتخيل أنني في المقبرة والأهل يحثون التراب، فهذا من نسج الخيال، فهل هذا يعد كذبًا؟ فهل هناك دليل صحيح على جواز اصطناع الموت، وبيان أنه ليس من الكذب؟ وما معنى الكذب المحرم؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فالكذب هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه، على وجه العلم والتعمد، وهو كبيرة من الكبائر، تجر صاحبها إلى النار -والعياذ بالله-، روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا.

ولكن اصطناع الموت، أو تخيله على النحو الذي ذكرته، لا يعد كذبًا؛ لأنه ليس فيه إخبار بشيء؛ حتى يوصف بالصدق أو الكذب.

وقد يكون هذا التخيل الذي ذكرته محمودًا، إذا كان المرء يريد من ورائه الحصول على الموعظة، والخوف من الله، والحث لنفسه على الإكثار من الخير، والبعد عن الشر.

وأما أن يفعله عبثًا، فإن ذلك لا ينبغي؛ لما فيه من تضييع الوقت فيما لا فائدة فيه.

وعلى العاقل أن يستغل عمره فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة؛ لأنه مسؤول عما أفنى فيه وقته.

وراجع الفتوى: 6603، والفتوى: 22947، والفتوى: 29469، والفتوى: 43006.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني