الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيان خطأ القول بأن الرسول محرم لكل نساء المسلمين

السؤال

قرأت في أحد المواقع أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان محرما لجميع نساء المسلمين بعد نزول آية تحريم استبداله لزوجاته عليه السلام فما صحة هذا القول؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الإجابة على السؤال نريد أن نقول لك أولاً: إن الآية التي نهت عن تبدل النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه وهي قول الله تعالى: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ {الأحزاب:52}.

قد صحح أهل العلم أن أولها وهو قوله تعالى "لا يحل لك النساء من بعد" قد نسخ بقوله: تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء... الآية، وراجع في هذا فتوانا رقم: 14075.

وأما عن سؤالك، فقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح الأجنبيات من النساء، ورد ذلك فيما رواه النسائي وابن ماجه وأحمد ومالك: أنه صلى الله عليه وسلم قال: إني لا أصافح النساء.

وفي شرح سنن ابن ماجه للسندي: أي الأجنبيات... وفي سنن الترمذي وغيره عن طاوس قال: ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة؛ إلا امرأة يملكها.

وفي أحاديث كثيرة أن عائشة رضي الله عنها وغيرها من أمهات المؤمنين كن يرفعن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجات النساء الأجنبيات اللاتي يأتين يستفتين في أمور دينهن. مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن محرماً لجميع نساء المسلمين، وعليه فما قرأته في الموقع المذكور غير صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني