الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي هو أنني أريد أن أتأكد من صحة رواية هل هي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لا .. أن رجلا قال : أنا أكره الحق وأحب الفتنة وأصلي من غير وضوء وأملك ما لا يملك الله" وقال عمر بن الخطاب لقد كفر وأراد أن يقتله وأوقفه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له لم يكفر لأن المقصود من كلام الرجل أن الحق هو الموت فهوه يكرهه والفتنة المال والبنون ويصلي من غير وضوء أن يقول اللهم صل وسلم على نبينا محمد أي يصلي على النبي ويملك ما لا يملك الله يقصد بالأولاد أنه يملك الأولاد.. هل هذه الرواية صحيحة واردة أم لم ترد؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا لم نعثر على ما يفيد إثبات إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الحوار، ولكنه ذكر ابن القيم بعض فقرات هذا الحوار في حوار بين عمر وحذيفة رضي الله عنهما، وذلك في كتابه الطرق الحكمية، وذكر ابن عطية في تفسيره بعضه.

وقد تكلم الفقهاء على صحة مثل هذا الكلام، فذكر المرداوي في الإنصاف والبهوتي في كشاف القناع والرحيباني في مطالب أولي النهى: أنه لا يحنث من حلف بالطلاق أو غيره على أنه يحب الفتنة ويكره الحق إذا كان يعني أنه يحب المال والولد ويكره الموت.

ثم إنا ننبه على أن عمر رضي الله عنه كان من أعلم الصحابة وأفهمهم، ولذلك ولاه أبو بكر رضي الله عنه القضاء أيام خلافته، وقد نزلت عدة آيات توافق اجتهاده، ولما توفي قال فيه ابن مسعود رضي الله عنه: إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر. رواه الطبراني ورجاله ثقات كما قال الهيثمي، وراجع الفتوى رقم: 35953، والفتوى رقم: 40659، والفتوى رقم: 50868.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني