الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفة المطرب لا تليق بمنصب الأنبياء

السؤال

ماذا تقولون في قول شخص قال : فيه ترفيه في الإسلام وأنه كان نبي مطرب وهو داوود عليه السلام " حشاه من هذا " ما حكم هذا القول وما يجب عليه ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الإسلام أباح الترويح عن النفس بالأمور المباحة بشرط ألا يتجاوز ذلك حد الاعتدال أو يؤدي إلى تضييع حق أو واجب ولا يجوز أن يكون ذلك بما حرم الله تعالى. ولتفاصيل ذلك وأدلته نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 6496. وأما قول القائل: إن داود عليه السلام كان مطربا فهو قول قبيح ومنكر فظيع يستحق صاحبه التعزير لأن كلمة مطرب في زمننا هذا تطلق على أهل الفسق والمجون، ومن وصف نبيا بها على سبيل الاستخفاف أو الذم فقد كفر بالله. قال العلامة خليل المالكي في المختصر: وإن سب نبيا أو ملكا أو عرض به أولعنه أو عابه أو قذفه أو استخف بحقه أو غير صفته أو ألحق به نقصا وإن في بدنه أو خصلته أو غض من مرتبته أو ووفور علمه أو زهده أو أضاف إليه ما لا يجوز عليه أو نسب إليه مالا يليق بمنصبه على طريق الذم.. قتل حدا ولم يستتب. فصفة المطرب لا تليق بمنصب الأنبياء، ولا يجوز للمسلم أن يطلق هذه الصفة أوما أشبهها على نبي من أنبياء الله تعالى. وقد أعطى الله تعالى داود عليه السلام من فضله ما قصه علينا في محكم كتابه، فقال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ... {سـبأ:10}. وقد أعطي عليه السلام من حسن الصوت مالم يعط أحد قط. قال أهل التفسير: كان يقرأ الزبور بصوت لم تسمع الآذان بمثله فتعكف الانس والجن والطير والدواب على صوته. وله من الفضائل مالا يتسع المقام لذكره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني