الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجاهدة النفس لدفع الرياء

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم سؤالي دقيق بأعمال الرياء: فأنا والحمد لله أخفي معظم عبادتي من تطوع صيام وقيام ليل وحفظ قرآن وصدقة... إلخ، لكن دائما توسوس لي نفسي أو الشيطان لا أدري أي منها لكن لا ألتفت لذلك ولله الحمدلكن ما يحصل معي أني في جلسة يدور فيها نقاش حام عن موضوع معين مثل موضوع عن القيام لا شعوريا يفلت لساني بأني أقوم الليل ساعتين مثلا وإذا كان الحديث عن قراءة أو حفظ القرآن نفس الشيء يحصل معي وأندم أشد الندم أن أفصحت بهذا لأني لا أحب أن يعلم أحد بذلك، فهل مثل زلات اللسان أثناء النقاش مع الإخوان تعتبر رياء، خاصة أن نفسي كما أسلفت كثيرا ما توسوس لي بشيء من هذا القبيل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي لك أن تحمد الله تعالى الذي وفقك للقيام بهذه النوافل، وتسأله سبحانه وتعالى أن يزيدك منها ويثبتك عليها، وعليك أن تجاهد نفسك على اجتناب الإعجاب بما تقوم به وحب إظهار ذلك للآخرين ونحو ذلك، فهذا من كيد الشيطان والنفس معا، فجاهدهما على دفع ذلك. واعلم أن مجرد حديث النفس بذلك لا يضرك لأن الله تعالى بمنه وكرمه تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل، وأما ما يفلت منك من ذكر ما تقوم به من قراءة القرآن أو قيام الليل أثناء الحديث والنقاش مع الآخرين فحاول أن تتجنب ذلك قدر استطاعتك، ولا شيء عليك ولا يضرك ما انفلت منك بعد ذلك لأنك كاره لحصوله، ولعل الله يجعل في ذلك خيراً وهو اقتداء السامعين أو بعضهم بما ذكرت، ولأن تحدث الإنسان بنعمة الله عليه وتوفيقه للطاعة وسهولتها على من جاهد نفسه فيها ونحو ذلك- ليقتدي به غيره- ليس رياء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني