الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عودة الدم بعد سن اليأس

السؤال

سؤالي يتعلق بوالدتي هي الآن في عداد الأموات ربنا يتقبلها برحمته إن شاء الله ، توفيت والدتي يوم 1/1/2005 أفرنجى يوم السبت ، بداية مرضها كان ثاني أسبوع في عيد الأضحى كانت تتألم من مشكلة في ظهرها وأجنابها حتى لم تستطع النوم مستلقية على ظهرها أو على أي من جنبيها، فكانت تجلس ووراءها مساند ليلا ونهارا وعند تشخيص المرض نتج أنه لديها ورم عافاكم الله في الأضلع والعمود الفقري ، أما عن السؤال فهو أنه في يوم الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك الماضي نزل على والدتي دم بعد الافطار مع العلم أن والدتي من مواليد 1941 أفرنجى أي عمرها 63 سنة والدورة الشهرية منقطعة عنها منذ حوالي 22 سنة وبقيت لمدة خمسة أيام الدم ينزل في الليل فقط وهي لم تفطر ولم تقطع الصلاة وبعد عيد الفطر اغتسلت ونوعت الصيام لمدة خمسة أيام قضاء الدين وعندما نوت صيام الستة من شوال راجعها الدم مرة أخرى وكأنها دورة شهرية هذا قبل حدوث الآلام بالظهر ، وعندما بدأتها الأوجاع بالظهر ذهبنا إلى تونس وهناك عاينتها دكتورة نساء على الحالة وأخذت منها عينة ووجدت أن الرحم سليم ولا يلزمها علاج أما عن المرض الآخر فبعد صورة الكمبيوتر وأخذ العينة وجد أنها مصابة بورم منتشر في الأضلع والعمود الفقري ، رجعنا إلى ليبيا ولم تبدأ في أخذ العلاج والدم مازال مستمرا ولم تطهر وأيضا الصلاة انقطعت عليها لأنها في شك من أمرها هل هي نجسة بعد أن كانت نتيجة التشخيص سليمة أما ماذا نفسيتها كانت سيئة جدا لعدم الصلاة وتنتظر حتى ينقطع الدم وتغتسل لتصلي وتقضي ما فاتها وبعد الرجوع من تونس دخلنا مستشفى في طرابلس على أساس إجراء بعض الصور لمعرفة أماكن الورم ومدى انتشاره وكيفية علاجه وحالتها ساءت لأن الورم عافاكم الله ضغط على العصب في الفقرة التاسعة جعلها تفقد الإحساس بمنطقة النصف السفلي من جسمها من عند السرة حتى أصابع الأرجل لمدة ثلاثة أسابيع منهم أسبوع في المنزل وأسبوعان في المستشفى ثم توفيت بداية الأسبوع الثالث في المستشفى وكان الدم مستمرا حتى أن الدكتور بعد ما شاهد نتيجة العينة في تونس وأخبرته أن الدم لم ينقطع كان مقررا لها أخذ عينة أخرى اليوم التالى لوفاتها . أرجو أن يكون سؤالي واضحا مع هذا الشرح المفصل لحالة والدتي ، أرجوك فضيلة الشيخ أفدني ماذا يترتب على والدتي ماذا أفعل وهل عليها إثم أوذنب أو ماذا أرجوك أخبرنى بكل التفاصيل كما أخبرتك حتى أطمئن عليها بعد فراقها . أما السؤال الثاني فهو عن أفضل وقت للدعاء أثناء الصلاة المتحدثة لك أدعو أثناء سجودي فهل صحيح ولا يضر الصلاة أرجو منك الإفادة ، وكذلك عند تسمية المراد الدعاء له هل نسميه بأبيه أم بأمه مثلا هل نقول فلان ابن فلانة أو فلان ابن فلان؟وجزاك الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 43759، أنه إذا جاء المرأة دم بصفة الحيض بعد سن اليأس فإنه يعتبر دم حيض فلا تصح صلاتها ولا صومها قبل انقطاعه، إلا إذا جاوز خمسة عشر يوما ولو مع أيام الانقطاع الذي يتخلل بين الدماء، فإنها حينئذ ترجع إلى التمييز، فإن لم تميز رجعت إلى عادتها السابقة. وعليه، فإن كان مجموع الدم الذي ينزل من والدتك مع أيام الانقطاع الذي تخللها أكثر من خمسة عشر يوما فما ميزت أنه ليس دم حيض أو كان في غير أيام عادتها إذا لم تميز فهو دم فساد ويلزمها الصلاة والصوم ولو كان الدم ينزل، وكان الواجب عليها أن تصلي ولكن لو تركتها جهلا منها فلا شيء عليها، وأما الصوم فإنها إن كانت تمكنت من القضاء فلم تقض فإنكم تطعمون عنها أو تصومون بدل الأيام التي كان بإمكانها أن تقضيها فلم تقضها. ونسأل الله جل وعلا أن يتغمدها بواسع رحمته. وأما أفضل مكان للدعاء في الصلاة فهو السجود، ومن مواضع الدعاء المرغب فيها أيضا في الصلاة بعد التشهد وقبل السلام. وأما إذا دعا المصلي لشخص فإنه ينسبه إلى أبيه لا إلى أمه لعموم قوله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ {الأحزاب: 5}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني