الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا طالبة في كلية الفنون الجميلة ونتعلم فيها الرسم والتصوير والنحت وسمعت كثيراً أن دراسة الفنون غير جائزه لأنها تحتوي على النحت وهو كما شبهه العلماء بعمل الأصنام، وكما هو معرف بالدين أنه من تعلم علما يجب أن ينفع فيه الدين والمقصود في ذلك دراسة الطب والهندسة والفلك واللغات وألخ.... فلو نلاحظ كثرة هؤلاء في عالمنا العربي والإسلامي، ولكنهم لم يستطيعوا خدمة الأمه، وأنا لا أنكر مهارتهم أو مؤهلهم العلمي أو محاولتهم جميعهم جاهدين في خدمة الأمة لكنهم لم يستطيعوا عمل ولو 1% للأمة، وأنا إن شاء الله أنوي على أن تكون معظم رسوماتي طبيعية ودينية وتخدم الدين لأنه وكما نعلم أن عصرنا هذا هو عصر الإعلام والفن وهو الذي يتحكم بآراء الناس ووجهات نظرهم وأقصد في ذلك الغرب وما يأخذوه علينا من أفكار معادية لنا ولديننا فإذا استغللنا الفن الواقعي والتشكيلي في التعبير عن مدى تفهم ديننا لنا وعن مدى سماحته، وبنفس الوقت نهاجم من يهاجمنا به، وأنا أعلم أن النحت حرام لذلك سوف أتعلمه من باب دراستي الجامعية كمساق مطلوب في دراسة الفنون الجميلة، ولكني إن شاء الله تعالى لن أطبقه في حياتي العملية والمهنية إذا قدر لي الرحمن ذلك، فأرجوكم أفتوني هل دراسة الفنون في عصرنا هذا حلال أم حرام، وكما نعلم أن الإسلام لكل مكان وزمان؟ واقبلو بالغ الاحترام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تعلم النحت والتصوير والرسم سبق بيان تحريمه في الفتوى رقم: 22986، والفتوى رقم: 38071، والفتوى رقم: 22986.

وأما تطبيق ما تعلمه الإنسان من النحت والرسم فيجوز فيما لا روح له، أو ما كان مقطوع الرأس من ذوات الأرواح، ويحرم في ذوات الأرواح، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 14116، والفتوى رقم: 4138، والفتوى رقم: 28529.

هذا.. وليعلم أن من أراد خدمة الإسلام فليخدمه بتعليم الوحي والدعوة به فهو السبيل الأمثل لهداية الناس ونشر الدين بينهم، فإن لذلك عظيم الأثر في النفوس، وهو أولى من مجاراة الكفار في وسائلهم ولا سيما إذا لم يتأكد من مشروعيتها.

وقد جرب في عصور السلف أن تمسك المسلمين بدينهم وأخلاقهم من أعظم ما جر أهل الكفر للدخول في الإسلام، وراجعي الفتوى رقم: 50006.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني