الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير الآيات من رقم 4-7 من سورة الإسراء

السؤال

أرجو تفسير قوله تعالى "وقضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا......" إلى الآية السابعة.وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي تفسير قوله تعالى: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً {الإسراء:4} . إلى قوله تعالى: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ{الإسراء: 7}. الآية. قال الشيخ السعدي: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ، الآية. أي تقدمنا وعهدنا إليهم وأخبرناهم في كتابهم أنهم لا بد أن يقع منهم إفساد في الأرض مرتين بعمل المعاصي والبطر لنعم الله، والعلو في الأرض والتكبر فيها، وأنه إذا وقع واحد منها سلط الله عليهم الأعداء وانتقم منهم، وهذا تحذير لهم وإنذار لعلهم يرجعون فيتذكرون. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا، أي أولى المرتين اللتين يفسدون فيهما أي إذا وقع منهم ذلك الفساد" بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ، بعثاً قديراً وسلطنا عليكم تسليطاً كونياً جزائياً" عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ، أي ذوي شجاعة وعدد وعدة فنصرهم الله عليكم فقتلوكم وسبوا أولادكم ونهبوا أموالكم" فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ ، وهتكوا الدور ودخلوا المسجد الحرام وأفسدوه" وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً، لا بد من وقوعه لوجود سبب منهم. واختلف المفسرون في تعيين هؤلاء المسلطين، إلا أنهم اتفقوا على أنهم قوم كفار إما من أهل العراق أو الجزيرة أو غيرها سلطهم الله على بني إسرائيل لما كثرت فيهم المعاصي وتركوا كثيراً من شريعتهم وطغوا في الأرض. " ثم رددنا لكم الكرة عليهم. أي على هؤلاء الذي سلطوا عليكم، فأجليتموهم من دياركم." وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ، أي أكثرنا أرزاقكم وكثرناكم وقويناكم عليهم." وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً، منهم وذلك بسبب إحسانكم وخضوعكم لله. "إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ، لأن النفع عائد إليكم حتى في الدنيا كما شهدتم من انتصاركم على أعدائكم. "وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا. أي فلأ نفسكم يعود الضرر كما أراكم الله من تسليط الأعداء. "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ، أي المرة الأخرى التي تفسدون فيها في الأرض سلطنا علكيم الأعداء. "لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ، بانتصارهم عليكم وسبيكم. " وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ، والمراد بالمسجد مسجد بيت المقدس." وَلِيُتَبِّرُوا، أي يخربوا ويدمروا" مَا عَلَوْا عليه" تَتْبِيراً. فيخربوا بيوتكم ومساجدكم وحروثكم. اهـ. وراجع: 28825 ، 48985 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني