الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطبة عن طريق المنتديات

السؤال

أنا فتاة، مشكلتي هي أنني تعرفت على شاب في أحد المنتديات في البداية كنت أشعر بالخوف ومع الأيام طلب مني أن أضيفه في الماسنجر فرفضت ولم أضفه ومن ثم أعطاني رقم هاتفه وبعد تردد طويل جدا دام شهرا فقد كلمته وكنت أشعر بالخوف الشديد، ولكنني دائما أكلمه فماذا أفعل مع أنني أشعر بندم شديد وأحس في بعض الأحيان بضيق قاتل ولا أعرف ماذا أفعل.. الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تجاوزت الشرع ووقعت فيما حرم الله عندما أنشأت هذه العلاقة مع ذلك الشاب، وانظري لزاما الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1072، 1932، 10570.
وعلى ذلك، فإن الواجب عليك قطع العلاقة فورا مع هذا الشاب، وتغيير أرقام هواتفك التي يعرفها، وعدم الظهور مطلقا في برامج المحادثات على الإنترنت حتى لا يراك، وتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحا من قبل أن يدهمك الموت فجأة وتندمين، وحينئذ لا ينفعك الندم.
واعلمي أن جميع لذات الدنيا وشهواتها ينساها الإنسان مع أول غمسة له في نار جهنم أعاذك الله منها، وانظري شروط التوبة النصوح في الفتويين: 9694، 5450 وكونك تشعرين بالندم وضيق الصدر بعد مهاتفة ذلك الشاب فإن ذلك من أثر المعصية، وهذا دليل أن فيك بقية طهر وعفاف، وأن إيمانك ينهاك عن مواصلة العلاقة الآثمة زادك الله تقوى، وقد قال صلى الله عليه وسلم من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن. رواه ابن حبان.
هذا، واسألي الله تعالى أن يرزقك العفاف وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي تقر به عينك ويملأ حياتك بالسعادة والهناء ويعاشرك بالمودة والرحمة ويعينك على طاعة الله وعلى تربية أبنائك، واتخذي رفقة صالحة من الأخوات الفضليات المتمسكات بالدين، فإنهن خير معين على الاستقامة والثبات على الحق بعد الله تعالى، فتزاوري معهن واشتركي معهن في قراءة القرآن وطلب العلم النافع. ولتستمعي إلى الأشرطة الدينية وهي متوفرة بحمد الله على الإنترنت، ومن أهم ما تسمعين محاضرة بعنوان "توبة صادقة" للشيخ سعد البريك، وشريط "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، وشريط جلسة على الرصيف، للشيخ سلمان العودة، وشريط "على الطريق" للشيخ على القرني، وتجدين هذه المحاضرات وغيرها على موقع www.islalway.com على الإنترنت، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4203، 9463، 30003، 10800، 6603
والله أعلم.أنتم قمتم بإرسال هذه الرسالة لي ..لكنني أريد أحدا يعاونني لأنني لا أقدر على ترك هذا الشاب وقال لي إنه صريح جدا معي وطلب مني أن أدله على مكان البيت فرفضته مع أني واثقة منه كل الوثوق فقال لي أنت لا تثقين بي قلت له بل أثق بك.. ثم قال أريد أن أتقدم لأخطبك فرفضت فقال لي أنا لا أريد الاستمرار بالمحادثة هكذا لأنها مضيعة للوقت وأريد أن أتقدم لك، فماذا أفعل هل أدله على البيت.. وحلف لي بأنه أنسان جاد جدا جدا..!!أريد حلا عاجلا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشرح صدرك وأن يلهمك رشدك وأن يكفيك شر الشيطان وشر نفسك، ولو كنت أصغيت إلى نصائحنا، وقرأت الفتاوى التي أحلناك عليها واستمعت إلى الأشرطة التي دللناك عليها، لوجدت ما تطلبين ولاهتدى قلبك إلى الصواب، فاقرئي تلك الفتاوى بروية وتدبري وافتحي قلبك لتلك النصائح وأسألي الله أن يهديك سواء السبيل، وإننا نضيف لك هنا أنه إن كان هذا الشاب جاداً في خطبتك كما يزعم -فأعطه رقم هاتف والدك ليتعرف عليه ليخطبك منه دون أن يخبره بالطريقة التي حصل به عليها حتى لا يوقعك في الحرج، واحذري أن تدليه على عنوان بيتك بنفسك، وما يدريك فلعله يريد أن يعرفه ليرقبك عند دخولك أو خروجك، فيتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، فاجعليه يعرف عنوان بيتك من أبيك، فيتحمل أبوك مسؤولية ذلك، فإن كان جاداً كما يدعي فسيتقدم عن طريق أبيك ، ولا تتسرعي في قبوله حتى تتأكدي من استقامته على أمر الله وحسن خلقه وتوبته من تفريطه في جنب الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا نكح إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.

واقطعي العلاقة بهذا الشاب نهائياً، إلى أن يخطبك من والدك ويعقد عليك فإن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد عليها عقدا صحيحاً، واستمعي لنصائحنا السابقة، واتق الله الذي يراك.

وأما قولك: إنك لا تقدرين على ترك هذا الشاب -فهذا من تلبيس الشيطان وتزيينه المعصية لك، فلو أنك تفكرت ماذا تقولين لله إذا قُبضت روحك وأنت تتكلمين مع ذلك الشاب؟ هل تقولين له: إن تعلقي بهذا الشاب كان أعظم في قلبي من أمرك ونهيك يا الله؟! حاشاك أن يكون الله في قلبك بهذا الهوان، وانظري الفتوى رقم: 24611.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني