الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبو محذورة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم

السؤال

نعرف أن من ضمن المؤذنين على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أبا محذورة، نريد من سيادتكم إلقاء الضوء عليه وإعطاء نبذة عن سيرته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأبو محذورة الجمحي رضي الله عنه اسمه سلمة بن معير وقيل سمرة، وفي قصة أذانه يحكى أنه لما سمع الأذان وهو مع فتية من قريش خارج مكة أقبلوا يستهزؤون ويحكون صوت المؤذن غيظاً، فكان هو من أحسنهم صوتا، فرفع صوته مستهزئاً بالأذان فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فأمر به فمثل بين يديه وهو يظن أنه مقتول فمسح النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته وصدره بيده قال: فامتلأ قلبي والله إيماناً ويقيناً وعلمت أنه رسول الله، فألقى عليه النبي صلى الله عليه وسلم الأذان وعلمه إياه وأمره أن يؤذن لأهل مكة، وهو ابن ست عشرة سنة، فكان مؤذنهم حتى مات، ثم كان عقبه بعد يتوارثون الأذان كابرا عن كابر، وفي أبي محذورة يقول الشاعر:

أما ورب الكعبة المستوره * وما تلا محمد من سوره

والنغمات من أبي محذوره * لأفعلن فعلة مذكوره

يقول صاحب الإصابة في تمييز الصحابة: وروى أبو محذورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه علمه الأذان وقصته بذلك في صحيح مسلم وغيره، وفي رواية همام عن ابن جريج أن تعليمه إياه كان بالجعرانة ، وقال ابن الكلبي لم يهاجر أبو محذورة بل أقام بمكة إلى أن مات بعد موت سمرة بن جندب، وقال غيره: مات سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة تسع وسبعين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني