الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من احتاج إلى علاج أسنانه في نهار رمضان وهو صائم

السؤال

إذاكان عندي موعد أسنان في نهار رمضان ولا يمكن تأجيل هذا الموعد ، علما بأن هذا الموعد قد يتطلب أخذ إبرة بنج موضعي ودخول بعض رذاذ الكلس للحلق فما الحكم هل يصح الصيام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فينبغي لمن قدر على تأجيل علاج أسنانه إلى الليل، ولم يضره ذلك أن يؤجله، لما قد يترتب على علاجه نهاراً - في رمضان - من مضاعفات قد تضطره إلى الفطر، وأما إذا لم يستطع أن يؤجله لسبب حاجته إلى العلاج فلا حرج عليه، قال تعالى: ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) [المائدة: 6] ولا يفسد صومه بأخذ حقنة البنج لأنها ليست طعاماً ولا شراباً، ولا في معناهما ، ولا تصل إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف .
وأما دخول بعض رذاذ الكلس إلى الحلق : فإن كان يغلب على ظنه احتمال وصول شيء إلى حلقه لا يتمكن من إخراجه فليس له أن يقدم على هذه المعالجة إلا عند كونه مريضا مرضا يبيح له الفطر ، فإن ابتلع شيئا مما ذكر فقد أفطر ، وعليه القضاء ؛ تنزيلا لغلبة الظن منزلة الأمر المحقق .
وإن كان ابتلاع هذا الجير ونحوه مما يندر ، فاجتهد ألا يصل إلى حلقه ومع احتياطه واجتهاده هذا، وصل إلى حلقه شيء دون إرادته ودون قصد منه فلا يضره ذلك، لقوله تعالى: ( فاتقوا الله ما استطعتم ) [التغابن:16] ولقوله صلى الله عليه وسلم: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً." رواه أصحاب السنن .
فمن لم يبالغ في الاستنشاق أثناء الوضوء - وهو صائم - ومع ذلك وصل إلى حلقه شيء من الماء فلا حرج عليه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني