الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث "سيصير الأمر إلى أن تكون جنود مجندة.."

السؤال

ما معنى حديث : ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن ..... آخر الحديث.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الحديث رواه أبو داود وأحمد وابن حبان والحاكم والبيهقي من حديث عبد الله بن حوالة رضي الله عنه. ولفظ أبي داود وأحمد هو: سيصير الأمر إلى أن تكون جنود مجندة: جند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق. فقال ابن حوالة: خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غُدرِكم فإن الله توكل لي بالشام وأهله. وصححه الحاكم والذهبي وقال الألباني في تحقيقه لكتاب" فضائل الشام" : صحيح جدا. وبوب له أبو عمرو الداني في كتاب " السنن الواردة في الفتن" بقوله: باب ما جاء في الأجناد الكائنة بالأمصار. وقال العظيم آبادي في " عون المعبود": ( جنود مجندة) أي مختلفة وقيل مجتمعة، والمراد ستصيرون فرقا ثلاثة ( خر لي) أي خر لي خير تلك الأماكن، ومعناه بالفارسية يسندكن برأي من بهترين ازين أمكنه ( فإنها ) أي الشام ( خيرة الله) بفتح التحتية بوزن عنبة أي مختارته ( خيرته من عباده) أي المختارين منهم ( إذا أبيتم) أي امتنعتم من التزام الشام ( فعليكم بيمنكم) أي فالزموا اليمن ( من غدركم) كصرد جمع غدير وهو الحوض ( توكل ) أي تكفل وتضمن ( لي بالشام) بأن لا يخربه بالفتنة ( وأهله) أي تكفل لي بأهل الشام بأن لا تصيبه الفتنة، ولا يهلك الله بالفتنة من أقام بها. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني