الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فروق في أحكام الصلاة بين مذهبي الحنابلة والمالكية

السؤال

ما الفرق بين صلاة المالكي والحنبلي

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الصلاة جملة محل اتفاق بين المسلمين، إلا أن العلماء أئمة المذاهب المشهورة وغيرهم من أئمة الاجتهاد اختلفوا في بعض أحكامها، وسبب الخلاف هو اختلافهم في فهم النصوص الواردة في ذلك، فكل يستدل لما ذهب إليه بما صح عنده أو أداه إليه اجتهاده، والاختلاف في مسائل الفقه بدأ منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم فكانوا ربما يختلفون في المسألة الواحدة ولا يعيب أحد على أحد ولا يخطئه.

ولبيان أحكام الصلاة في المذهبين المذكورين تراجع كتب الفريقين في باب الصلاة، ولا تسع ذلك فتوى، علما بأن الفريقين يتفقان في سائر أركان الصلاة ماعدا التشهد الأخير والجلوس والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، فهذه من أركان الصلاة عند الحنابلة ومن سننها عند المالكية ماعدا قدر السلام من التشهد الأخير فإنه واجب عندهم لوجوب السلام والجلوس له.

ويمكن تلخيص معظم الفروق بينهما في الأقوال والأفعال في غير الأركان فيما يلي:

1- رفع اليدين عند الركوع والرفع منه وعند القيام من الثانية لا يطالب به في المذهب المالكي في الرواية المشهورة عندهم، وهي التي مشى عليها خليل، وهو من السنن عند الحنالبة.

2- دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام غير مستحب عند المالكية، وهو من السنن عند الحنابلة.

3- التعوذ والبسملة غير مشروعين عند المالكية في الفرض، ومن سنن الصلاة عند الحنابلة.

4- وضع اليد اليمنى على اليسرى في القيام في الصلاة من سنن الصلاة عند الحنابلة، ولا يستحب عند المالكية في الفرض على الرواية المشهورة عندهم، وهي رواية ابن القاسم.

5- الجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية من السنن عند الحنابلة، وعند المالكية يستحب الإسرار لكل من يطلب منه التأمين، وهو عندهم الفذ مطلقا، والإمام في حالة السر فقط، والمأموم في حالة السر وفي حالة الجهر إن سمع قراءة الإمام، وإلا فلا يطالب به على الراجح.

6- الجلوس في الصلاة فعند الحنابلة يفترش المصلي إلا في جلسة التسليمة من غير الثنائية، فيتورك، وعند المالكية يتورك في جميع الجلوس في الصلاة.

7- السلام عند الحنابلة يسلم مرتين وجوبا وعند المالكية مرة واحدة.

8- يستحب عند المالكية تقديم اليدين على الركبتين في حال الهوي للسجود، وعند الحنابلة العكس.

هذا معظم الفروق في هيئة الصلاة على المذهبين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني