الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج عن طريق الإنترنت

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا محمد وعلى آله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أشكركم على جهودكم المبذولة لتوعية الشباب من خلال معالجة مشاكلهم وأتمنى من الله أن يبارك لكم في عملكم هذا.
أنا فتاة ملتزمة ومحتجبة في 18 من عمري طالبة في المرحلة الثانوية من عائلة ملتزمة بالشريعة الإسلامية والحمد لله تعرفت على رجل أعمال شاب عن طريق الأنترنت (الشات) قبل 5 أشهر من الآن عمره 33 عاما لم يسبق له أن تزوج يسكن في مدينة بعيدة عن مدينتي-في الحقيقة أنا لا أطمئن لمثل هذه الأمور خصوصا على الانترنت لكوني والحمد لله لا أنشئ علاقات مع الجنس الآخر رغم أني ألج الشات في بعض الأحيان ولبعض الدقائق أما الأن فقد قطعت صلتي بالشات نهائيا أول ما بدأ الحديث بيننا تعرفنا على بعضنا (الاسم, العمر, العمل) قال لي إنها المرة الأولى التي يلج الشات هو شاب يصلي دائما وفي المسجد إن تيسر الأمر لا يدخن لا يشرب الخمر بعدها أعطاني رقم هاتفه وطلب مني رقم هاتفي أن أمكن لأنه يود الخروج من النت بحكم انشغالاته بدأ من تلك اللحظة يهاتفني دائما إلى يومنا هذا ولم أجده يوما يكلمني بكلام محرم (أمور خاصة بي جنسيا) فقط يقول السلام عليكم كيف حالك الأهل بخير والحمد لله..., هو إنسان لا يهمه المظهر والشكل متواضع طيب مخلص لدينه وعمله -على حد قوله- عرف أني ابنة عائلة ملتزمة فأخبرني بأنه أعجب بي وإن التقى بعائلتي فسيتزوجني في الحال لقوله أنه لم يجد الفتاة ذات الأخلاق الحسنة والتي يطمئن إليها وأيضا هو راغب في ملاقاتي لمناقشة هذه الأمور ليرى مصيره معي هل نحن متوافقين أم لا؟ في بعض اللحظات تظل الشكوك والهواجس تحوم حولي أن هذا الكلام كله سخرية في سخرية وأنه فقط يتظاهر علي بهذه الصفات وأظل أكرر سؤالي اليه ما هو هدفك من هذه العلاقة؟ جوابه دائما أريد الزواج بك إن اتفقنا مرة سألته عن ما إذا كانت لديه علاقة مع امرأة(علاقة جنسية أو غيرها) أجاب أنه يود التحدث معي في هذا الشأن وبما أني متسرعة فقد أخبرني أن له علاقة جنسية مع امرأة وأيضا أنه لا يود الزواج بها أو حتى التفكير بها لكونه -كما قال لن يطمئن على حياته معها - ويقسم أنها هي من تأتي عنده وهو لا يهاتفها أبدا وأنه سينهي علاقته بها حين يكمل دينه ويتزوج طلبت منه التوبة إلى الله فدعا الله أن يهديه إلى الصراط المستقيم هذا بعدما أخبرته أني فتاة شريفة عفيفة قال إن هذا السبب هو الذي جعله يفكر بالارتباط بي ونحن إلى يومنا هذا لم نلتق ولو لمرة واحدة لا أدري ربما هي حكمة لا يعلمها إلا الله أرسل لي صورته بعد أن وعدته بإرسال صورتي أنا كذلك فأرسلتها بالفعل أنا أقسم بالله إني حريصة على أن أجعله رجلا مثاليا إن تزوجته هذه علاقتي بهذا الشاب بقدر استطاعتي التعبير عنها المهم من هذا كله إن هذا الأمر أن تقدم وعزم هذا الشاب على الزواج فأنا لا أعرف الوسيلة التي أخبر بها عائلتي بأمره فهم يستنكرون فكرة الشات بين الجنسين بالأساس فكرت في حل وهو أن لي أخا يكبرني بـ 7 سنوات والأقرب لي من ناحية العمر ذو وظيفة مرموقة يعرف أشخاصا كثيرين فكرت أن أفاتحه بأمر الشاب بالتفصيل وأن أعرفه عليه فيكون صلة وصل بينه وبين أهلي وكأني لم يسبق لي أن تكلمت معه (الشاب) مع العلم أني أخبرت هذا الشاب إن كان راغبا في التعرف على أخي فوافق بكل سرور ولكن ينتابني شعور وخوف بإخفاقي بأن يخبر أخي أهلي بهذا الأمر الذي يجب أن يكون سرا بيننا ولأني لم يسبق لي أن فاتحت أخي في موضوع خاص فأخاف أن أقع في ما لا يحمد عقباه فأنا لا أود أن تسوء سمعتي بين أهلي ويظنوا بي الظنون ما أود معرفته هو رأيكم في هذه الفكرة أهي صائبة أم خاطئة؟ أو أتوكل على الله وأفاتح أخي بشان الشاب؟ وهل لا بد لي من ملاقاتي لهذا الشاب وهل ملاقاتي له بحضور أخي افضل فهو(الشاب) يود ملاقاتي لوحدي في مكان عام طبعا لأنها المرة الأولى؟ وهل أيضا هذه العلاقة محرمة مع العلم أننا لم نتحدث في أمور أخرى خاصة؟ فأنا أحرص على أن لا أقع في معاصي أو أغضب ربي وكيف أتزوج رجلا كانت له سوابق مع امرأة مع قوله أنه سينهي علاقته بها حين يعزم على الزواج فأمر هذه المرأة يشغلني؟ وأيضا أريد رأيكم في الفارق العمري بينني وبينه لأن لي صديقة قالت لي بأني سأندم إن تزوجته لكون الفرق بيننا 15 عاما؟
أرجو منكم إفادتي بما هو شرعي وجزاكم الله عني كل الخير فأنا جد حائرة ولا أعرف ماذا أفعل وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنشاؤك لعلاقة مع هذا الشاب وما تبع ذلك من محادثات وتبادل للصور بينك وبينه أمور محرمة في الإسلام حيث إنه لا يقر أي علاقة من هذا النوع خارج إطار الزواج.

فالواجب عليك قطع هذه العلاقة في الحال مع هذا الرجل والتوبة الصادقة من ذلك هذا، ولتحمدي ربك أن الأمر لم يتعد ذلك فكم من فتاة سلبت عفتها ودنست كرامتها بسبب هذه الاتصالات التي لم تلبث أن تتطور إلى لقاء وانظري الفتوى رقم: 30194، والفتوى رقم: 25197.

هذا ولتعلمي أن الانترنت أو غيرها لا تعد سبيلاً صحيحاً للتعرف على الزوج ففضلاً على المفاسد المترتبة على ذلك، فهي طريق غير موثوق به، حيث إنه لا يدرك من خلاله حقيقة الشخص ولا أخلاقه فقد يذكر الإنسان عن نفسه أنه متصف بأحسن الصفات وأفضلها وهو بخلاف ذلك، كما أنه قد يجعل ذلك وسيلة لاقتناص المرأة بإيهامه لها الجدية في الزواج وهو إنما مجرد عابث ماكر.

هذا فيما يتعلق بالموضوع من حيث العموم.

أما بخصوص الشاب المذكور، فإن كان فعلاً راغباً في الزواج منك فعليه أن يتوب من علاقته الآثمة معك ومع تلك المرأة التي ما زال مصراً على الحرام معها، ثم يتقدم إلى أهلك لخطبتك منهم مباشرة، وإن رأى أن ذلك قد يورث الشكوك فالأفضل أن يتعرف على أحد إخوتك أو أقاربك ثم يخطبك.

والخلاصة أننا ننصحك بقطع المحادثة مع هذا الشاب وأنه إذا كان صادقاً فيما يدعيه من حديثه فليتصل بولي أمرك ثم يخطبك منه، ولا حرج في اللقاء به إذا كان خاطباً حقاً بحضرة أخيك أو غيره من المحارم وبدون خلوة.

وأما علاقته السابقة، فإن كان تاب منها فليست مانعا من قبوله زوجاً ما دام مرضياً في دينه وخلقه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني