الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجزئ لمن في بلاد الغرب أن يصلي بتوقيت مكة

السؤال

صلاة العشاء تبدأ منتصف الليل وصلاة الفجر تبدأ الثالثة صباحا، وأنا أشتغل الساعة السادسة أو السابعة صباحا ويصعب علي أداء هاتين الصلاتين في وقتيهما.فهل يجوز أن أصلي حسب أوقات الصلوات في مكة؟فإن كان لا يجوز ذلك فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى قد جعل لكل صلاة وقتا محدودا لا يجوز تقديمها عليه ولا تأخيرها عنه إلا في حالة الجمع.

قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء: 103} وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وقت كل صلاة ابتداء وانتهاء، فمن صلى صلاة قبل دخول وقتها لم تجزئه، ومن أخر الصلاة عن وقتها في غير حالات الجمع المعروفة فقد عصى الله بتهاونه بالصلاة في وقتها.

وهذه الأوقات المحددة للصلاة تختلف من بلد إلى بلد لاسيما البلاد المتباعدة جدا، لذا، فلا يجوز لمن في الغرب ولا غيره من نواحي المعمورة أن يصلي بتوقيت مكة ولا غيرها لاختلاف الأوقات، فمثلا لو صلى في الغرب العشاء بتوقيت مكة فقد صلى العشاء نهارا وقت العصر أو قبله، وهذا لا قائل يقول به، إذ كل بلد له توقيته، فإن خفيت على أهله العلامات التي تعرف بها أوقات الصلاة اعتمد على توقيت أقرب البلاد إليه التي تظهر عندهم دلائل الوقت.

واعلم أن تعب العمل لا يبيح تقديم الصلاة عن وقتها، ثم إن الصلاة أهم من الشغل فلا يجوز للمسلم أن يجعل الشغل عذرا عن الصلاة ، واحذر من أن تكون ممن تثقل عليهم هاتان الصلاتان صلاة العشاء وصلاة الفجر. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهما أثقل الصلاة على المنافقين، فإذا جاء وقت الصلاة وأنت في الشغل فصل وإن لم يدخل الوقت إلا بعد رجوعك من الشغل وأردت النوم قبل دخول الوقت فاجعل منبها ينبهك للصلاة.

ولمزيد من الفائدة طالع الفتوى رقم: 50117، 59785 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني