الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على الصائم أن يتجنب كل ما يثير شهوته

السؤال

الحمد لله على نعمة الالتزام لي صديق ـ اللهم أصلح حاله ـ أجرى اليوم محادثه تلفيونية ببنت وهو صائم ومع الأسف فهي قريبته على حد قوله وهو منذ فترة رأى هذه البنت وهي عارية تماما على حد قوله وعندما أجرى معها المكالمه أوهمها أنه يحبها لأنه يعلم أنها تحبه وذلك ليمهد الطريق أمامه وقال لها إنه رآها وهي عارية وذلك لكي يتحدث معها في الجنس وبعد إنهاء المكالمه وجد في ملابسه المذي، فهو يسأل هل ذلك يبطل الصيام، وماذا يفعل، فهو يقول إن الشيطان يسيطر عليه وأنا ماذا أفعل معه، أنا والله كرهته من تصرفاته هل أهجره وأبتعد عنه؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعلى الصائم أن يتجنب كل ما من شأنه أن يثير شهوته، وأن يعلم أنه لا بد أن تصوم عينه وأذنه عن الحرام، كما يصوم بطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الشهوة، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي. رواه البخاري ومسلم.

وأما خروج المذي منه بسبب الحديث مع تلك الفتاة فلا يفطر به، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 895.

وأما قيامه بالحديث عن الجنس فحرام وهو من زنا اللسان، وتشتد الحرمة إذا كانت قريبة له من محارمه لما في ذلك من المفاسد العظيمة، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 28288.

وأما واجبك تجاهه فهو نصيحته وتذكيره بالله جل وجلاله وتذكيره بسوء عواقب ما يصنع، وذكره بأن الجزاء من جنس العمل فإن لم يتب فيخشى أن يسلط الله عليه من يؤذيه في بناته وأخواته وهو لا يرضى بذلك، وإن رأيت أن المصلحة في هجره هجرته، وإن رأيت أن وصله مع نصحه أنفع فافعل، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني