الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من الكبائر ضرب الوالد وسبه

السؤال

هناك صديق ضرب والده وشتمه ما حكم من يضرب والده أو يهينه أو يسب أيضا أمه المتوفاة ولكن هناك ملاحظة مهمة جدا وهي الأب غير محترم وطول عمره إنسان عسكري يعني ليس إنسانا متعلما مع العلم بكونه خارج البيت إنسانا مثاليا لكنه بالبيت يكون حيوانا الأمر الثاني صديقي نزيل بالملاجىء منذ الصغر من قبل والده وما سأل عليه مطلقاً ومع العلم صديقي متعلم كثيرا وهو الذي يصرف على البيت من خلال شغله وبنفس الوقت كلف نفسه كثيرا من المال لكي يعلم أحد إخوته واليوم قد تخرج أخوه من أحد معاهد التمريض بعد ثلاث سنوات تصوروا المدة الطويلة هذه من دون ما أحد يقبل على دفع ليرة واحدة وخصوصا والده ومع العلم أيضا هو عمره 26 سنة وهو ليس كبير البيت يعني له أخ اكبر منه وما أحد يساعد أحد مع العلم هو يحب إخوته كثيرا وهو كل حياته إخوته وما يقدر يقول لا على العموم ما أريد أفسر أكثر من هذا أنتم أكيد مر عليكم أمور كثيرة مثل هذه سلام إلى كل العاملين على التحقيق للوصول للحقيقه الضائعه في عالم الضياع ومع العلم أخيرا أريد أن أقول شيئا صديقي امرأة أي بنت ولا فرق عندي بين أن يكون صديقي رجل أو امرأة المهم هي تهدد وبالفعل هددته إذا حاول مرة ثانية أن يمد يده عليها أن تقتله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السؤال غير واضح تمامًا ونحن نجيب على ما فهمناه منه ضرب الوالد وإهانته وسبه من كبائر الذنوب، ومن الموبقات، فقد نهى الله عز وجل عن قول (أف) للوالد، وهي كلمة تضجر، ومثلها كل كلمة تدل على التضجر والتبرم من تنفيذ ما طلبه الوالد أو على الرضى بما حصل منه، فكيف بالضرب والسب والإهانة؟! قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23، 24}.

ولا يجوز الاستخفاف بحق الوالد إلى هذه الدرجة ووصفه بالأوصاف الواردة في السؤال، ولا يبرر هذا الاستخفاف والعقوق ما فعله الوالد في الصغر، من تقصير في التربية، وكونه غير متعلم أو جافيا في تعامله وغير ذلك فقد أمر الله سبحانه بمصاحبته بالمعروف ولو كان مشركًا، فالعاصي المسلم أولى، قال تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}

فعلى من يضرب والده أو يسبه أو يسيء إليه التوبة إلى الله من هذا الذنب الكبير، وعليه أن يبر أباه ويتقرب إلى الله بطاعته ويسعى في رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني