الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

تأتي في المصحف الشريف كلمه:(من قبل) أحيانًا مجرورة بالكسرة، وأحيانًا مرفوعة بالضمة، فما الإعراب؟ جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فإن كلمة (قبل) وأخواتها -كبعد، وأول، ودون، وأسماء الجهات الست- لها أربع حالات من جهة الإعراب والبناء، قد ذكرها ابن هشام -رحمه الله- في شرح قطر الندى، عند الكلام على (قبلُ) و(بعدُ)، فقال:

لَهما أَربع حالات:

إِحْدَاهَا: أَن يَكُونَا مضافين. فيعربان نصبًا على الظَّرْفِيَّة، أَو خفضا بِمن...

الْحَالة الثَّانِيَة: أَن يحذف الْمُضَاف إِلَيْهِ، وينوى ثُبُوت لَفظه، فيعربان الْإِعْرَاب الْمَذْكُور، وَلَا ينونان لنِيَّة الْإِضَافَة...

الْحَالة الثَّالِثَة: أَن يقطع عَن الإضافة لفظًا، وَلَا يَنْوِي الْمُضَاف إِلَيْهِ، فيعربان أَيْضًا الْإِعْرَاب الْمَذْكُور، ولكنهما ينونان؛ لِأَنَّهُمَا حِينَئِذٍ اسمان تامان كَسَائِر الْأَسْمَاء النكرات، فَتَقول: جئْتُك قبلًا وبعدًا، وَمن قبل وَمن بعد...

الْحَالة الرَّابِعَة: أَن يحذف الْمُضَاف إِلَيْهِ، وَيَنْوِي مَعْنَاهُ دون لَفظه، فيبنيان حِينَئِذٍ على الضَّم، كَقِرَاءَة السَّبْعَة: لله الْأَمر من قبل وَمن بعد. اهـ. بتصرف.

وما ذكره ابن هشام هنا ذكره كثير من النحاة، تجد أمثلة لذلك وشرحًا أوفى في شروح ألفية ابن مالك عند قوله -رحمه الله- في باب الإضافة:

واضمم بناء (غيرًا) إن عدمت ما * له أضيف ناويًا ما عدما

(قبل) كغير (بعد) (حسب) (أول) * ودون والجهات أيضًا وعل

وأعربوا نصبًا إذا ما نكرا * (قبل) وما من بعده قد ذكرا

وننبه إلى أنها في حال ضمها لا يقال: إنها مرفوعة بالضمة، وإنما يقال: إنها مبنية على الضمة، ثم تعرب بحسب ما اقتضاه العامل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني