الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم كل كلمة من القرآن

السؤال

هل يعلم العلماء اليوم سبب نزول كل آية من القرآن، وتفسيرها الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقد سمعت الألباني يقول في تفسير كلام رب العالمين: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شرح وبيّن معاني كل آيات القرآن للصحابة الكرام، فلماذا نجد علماء التفسير يجتهدون في التفسير، وغالبًا لا يحتجون بأحاديث صحيحة تعطي تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للآيات المنزلة عليه، والمبينة له من لدن العليم القدير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين للصحابة الكرام ما كان يحتاج إلى بيان من كتاب الله تعالى، كالأحكام المجملة، مثل الزكاة، والصلاة، وغيرها، ولم يفسر كل آية، وكل كلمة؛ لأن الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يفهمون ذلك بسليقتهم، ولعل ذلك هو مقصود الشيخ الألباني -رحمه الله-، إن ثبت نسبة هذا إليه، فلم يقل أحد من أهل العلم أنه فسر كل كلمة، قال الطبري: فأما ما لا بد للعباد من علم تأويله، فقد بينه لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ببيان الله ذلك له.

وما نقل من أسباب النزول محصور، وليست كل آية، أو كل سورة لها سبب نزول أيضًا.

وقد ألّف العلماء في ذلك كتبًا، وأفردوه بأبواب خاصة ضمن كتبهم، كما نقلوا تفسيره صلى الله عليه وسلم، وبيانه لما فسر من الآيات وبين، وممن عني بذلك الإمام محمد بن جرير الطبري، وابن كثير، والسيوطي، وغيرهم ممن عنوا بالتفسير بالمأثور.

ولهذا، وغيره اختلف المفسرون في تأويل بعض الآيات؛ لعدم صحة الأخبار الواردة فيها، أو لكثرتها وتناقضها، أو لعدم وقوفهم على أثر في بيانها، وهكذا. وللاستزادة انظر الفتوى: 36822، والفتوى: 59195.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني