الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعيد من عامل الخلق لله لا لهم

السؤال

قرأت في كتاب البلاغة للإمام علي (كرم الله وجهه) موعظة تقول "من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن عمل لدينه كفاه أمر دنياه، ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس" .. فهمت الجزء الأول والثاني ولكني لم أفهم الجزء الثالث .. جزاكم الله خيراً .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه العبارة مشهورة في كتب الوعظ، وهي مما يتواصى به الفقهاء. قال أبو نعيم في حلية الأولياء: عن عون قال: كان الفقهاء يتواصون بينهم بثلاث ويكتب بذلك بعضهم إلى بعض: من عمل لآخرته كفاه الله دنياه, ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته, ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس. وفي كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري جمل من ذلك.

ومعنى جملة (ومن أحسن فيما بينه وبين الله ..إلخ) أن من أطاع الله تعالى, وقام بما أوجب عليه, وأحسن فيه كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس بصرف قلوبهم إليه وملئها من محبته, وكف أذاهم عنه.

وقد شرح ذلك العلامة المناوي في فيض القدير فقال: هذا يدل على أن صلاح حال العبد وسعادته وفلاحه واستقامة أمره مع الخلق إنما هو في رضا الحق, فمن لم يحسن معاملته معه سرا واعتمد على المخلوق وتوكل عليه انعكس عليه مقصوده وحصل له الخذلان والذم واختلاف الأمر وفساد الحال ... والسعيد من عامل الخلق لله لا لهم، وأحسن إليهم لله، وخاف الله فيهم ولم يخفهم مع الله، ورجا الله بالإحسان إليهم، وأحبهم لحب الله ولم يحبهم مع الله .انتهى منه بتصرف يسير. فهذا هو معنى الأثر، ولكن ننبهك إلى أن في نسبة كتاب نهج البلاغة إلى علي رضي الله عنه ما فيها. وانظر الفتوى رقم: 16145.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني