الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل وجد أنبياء بين عيسى ومحمد عليهما السلام

السؤال

كنت أقرأ في بعض الكتب ووقع في يدي كتاب قصص الأنبياء وقرأت فيه أن عيسى ليس آخر أنبياء بني إسرائيل ووالله أنا في حيرة لأن حسب علمي أنا عيسى آخر أنبياء بني إسرائيل ومن ثم رسول الله محمد عليه السلام هادي للناس أجمعين .
هذا ما أعرفه ولكنه في الكتاب قال إن النبي يحيى قتيل وعن سعيد بن المسيب أن بختنصر قدم دمشق فإذا هو بدم يحيى بن زكريا يغلي فسأل فأخبروه عن السبب فقتل 70 ألفا فسكن . وأنه إسناد صحيح لسعيد بن المسيب وأنه قتل بدمشق وأن قصة بختنصر كانت بعد المسيح كما قال العطاء والحسن البصري.
والله قد اختلط الأمر علي وأرجو من سماحتكم شرحا وافيا لترتيب الأنبياء وشرح القصة أو الحديث الذي عن سعيد بن المسيب .
وإن كان هناك أنبياء بعد عيسى فلم ضل النصارى ذلك الضلال الغريب ؟؟؟
أرجو من سماحتكم الإجابة الوافية الشافية كما تعودت منكم وأرجو من سماحتكم إرسال الجواب إلى بريدي الالكتروني وشكرا جزيلا لكم ولمركز الفتوى والمسؤولين عنه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس بين عيسى عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي بعث بشريعة مستقلة عن شريعة عيسى كما جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، وليس بيني وبينه نبي.

وقد ذكر أهل العلم أن أصحاب أهل القرية الثلاثة الذين أرسلوا إليها كانوا من أتباع عيسى عليه السلام، ولذلك فيكون عيسى آخر أنبياء بني إسرائيل الذين جاءوا بشريعة, ومن جاء بعده يكون تابعا له. وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 66030، 66704، كما قرره الحافظ في الفتح وجمع به بين الأحاديث الواردة في هذا الموضوع. ووجود نبي أو أنبياء بعد عيسى عليه السلام لا يعني نفي الضلالة عن النصارى.

وبخصوص الأثر المذكور عن سعيد بن المسيب فقد ذكره الحافظ ابن كثير في التفسير وغيره وقال عنه: هذا إسناد صحيح إلى سعيد بن المسيب، لكن لم يذكر سعيد بن المسيب رحمه الله أن الدم هو دم يحيى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام ، وقد فند ابن الأثير في الكامل كون الدم دم يحيى وذكر عن ابن اسحاق قصة أخرى جرت لبني إسرائيل بعد قتلهم يحيى مع ملك من ملوك بابل اسمه جودرس .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني