الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم الوفاء بنذر اللجاج

السؤال

فضيلة الشيخ، لقد نذرت أن لا أمارس العادة السرية ولا أشاهد المواقع والأفلام الإباحية وإن فعلت ذلك أصوم ثلاثة أشهر، ولكن الشيطان أعاذني الله وإياكم منه أغواني، حيث شاهدت موقعاً إباحياً وصورا خليعة جعلتني أمارس هذه العادة القبيحة وفعلت هذا عدة مرات، ولكني ولله الحمد أتوب إلى الله في كل مرة وأتمنى من الله أن تكون التوبة صادقة، فسؤالي هو: ما الذي علي فعله، علماً بأنني لا أستطيع صيام ثلاثة أشهر؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك أولاً أخي السائل أن تتوب إلى الله تعالى توبة صادقة من مشاهدة المواقع والأفلام المحرمة ومن العادة السرية، واعلم أن الله سبحانه وتعالى أحق أن يستحيا منه, وتذكر وقوفك بين يدي الله عز وجل حافياً عارياً في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة, وعندها تتمنى أن لو اجتنبت ما حرم الله عليك، وأنت الآن في زمن الإمكان فبادر بالتوبة قبل فوات الأوان.

وأما عن نذرك فإذا كان واقع الحال ما ذكر من أنك نذرت صيام ثلاثة أشهر إن فعلت العادة السرية، فهذا يسمى نذر اللجاج والغضب, وهو أن يقصد الناذر منع نفسه أو حثها، وقد نص جمهور الفقهاء على أن صاحب هذا النذر مخير بين الوفاء بما التزم به -وهو صيام ثلاثة أشهر في مثل حالتك- أو أن يكفر كفارة يمين. وانظر في ذلك الفتوى رقم: 17466.

وكفارة اليمين عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم, فإن لم تجد فصيام ثلاثة أيام. وانظر الفتوى رقم: 2053 عن كفارة اليمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني