الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم متابعة الأفلام والمسلسلات

السؤال

ما حكم متابعة الأفلام والمسلسلات علما بأني أبلغ من العمراالخامسة والعشرين وقد أديت مناسك الحج هذا العام.فهل يجب علي مقاطعة هذه البرامج ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالواجب عليك مقاطعة هذه الأفلام والمسلسلات كلياً، لأن غالبها بل كلها مشتمل على أمور محرمة شرعاً، وراجع الفتوى رقم 1791
ثم عليك أن تغتنم نعمة الشباب وتشكر الله تعالى عليها، وذلك بصرفها فيما يرضيه وينفعك في أمر دينك ودنياك، فإن الشباب أعظم نعمة ينبغي اغتنامها قبل فواتها، كما في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل يعظه: "اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" أخرجه الحاكم في المستدرك.
وليت الأمر مقتصر على فوات الفرصة فقط، بل إنه سيسأل يوم القيامة كيف أضاع وأفنى أيامه، كما في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه". وإن من علامة قبول الحسنة إتباعها الحسنة، والتوبة والتدين والصلاح يجب أن تشمل سائر التصرفات وجميع البدن وفي كل الأحوال، ومن الخطأ أن يتصور المسلم أنه يمكن أن يقارف بعض المعاصي، ثم لا يؤثر ذلك على قلبه وسلوكه. فإن الصلاح والفساد مثل الصحة والمرض، وقد قال عليه الصلاة والسلام عن الجسد: " ..إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" متفق عليه. والأوامر والنواهي مصدرها واحد، وهو الشرع، والمسلم مأمور بالاستسلام لله بكليته، ظاهراً وباطناً.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني