الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تترك دار القرآن لكونهن لا يصلين الظهر في أول وقته

السؤال

الحمد لله من الله علي بتعلم تجويد القرآن ولكن عندما يؤذن الظهر لا نقوم للصلاة فوراً ولكن ننتظر تقريباً ساعة أو ساعة إلا ربعا حتى تنتهي المحاضرة ونصلي جماعة فهل بذلك ندخل في قول الله تعالى "الذين هم عن صلاتهم ساهون " فأنا أشعر بالإثم وطلبت أكثر من مرة منهم تغيير النظام والصلاة على وقتها . فهل أترك الدار ، هن سيدات أحسبهم فاضلات ولكن هذا هو الشيء الوحيد الذي لا يعجبني في الدار ، وجزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسنة في صلاة الظهر وغيرها أن تؤدى في أول وقتها، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال؟ فقال: الصلاة لوقتها.... رواه البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنهما.

وأخرج الترمذي وأحمد واللفظ له عن أم فروة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال الصلاة لأول وقتها.

والتأخير بقدر الطهارة وصلاة السنة والانتظار اليسير لتجمع المصلين لا يخرج الصلاة عن أول وقتها، وأما الوقت المذكور فهو طويل، والذي ننصح به الأخوات أن يصلين في أول الوقت ثم يواصلن تعلم القرآن.

ولا يعد تأخيرهن ممنوعا بحيث تشملهن الآية الكريمة وهي قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5} لأن المراد بها الذين يؤخرونها حتى يخرج وقتها. قال ابن عباس وغيره من السلف في معنى ساهون: يؤخرونها عن وقتها.

ولقوله سبحانه: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59} قال ابن مسعود وغيره: إضاعتها: تأخيرها عن وقتها.

وغاية ما يحصل من هؤلاء النسوة أنهن يفوتن على أنفسهن فضيلة، ويمكنك نصحهن فإن اقتنعن وإلا فلا تتركي الدار وتعلم القرآن وتعليمه لمجرد ذلك، ويمكنك أن تصلي أول الوقت لوحدك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني