الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أريد أن أقوم بطباعة "دعاء دخول السوق" وأقوم بتعليقه في بعض الأماكن كالمساجد والأسواق، سؤالي هو: ما رأيكم في هذه الفكرة ومن شرح هذا الدعاء الذي هو كما يلي.. الـكــنـــز الــثــمــيـــن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير "كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف الف درجة [رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عن ابن عمر. وحسنه الألباني] كتب له ألف ألف حسنة: أي كتب له مليون حسنة في صحيفته التي بيد الكرام الكاتبين. ومحا عنه ألف ألف سيئة: أي محي عنه مليون سيئة في صحيفته التي بيد الكرام الكاتبين ورفع له ألف الف درجة: أي رفع مليون درجة في الجنة. ومعنى رفع الدرجة (الواحدة): هو إعطاؤه من المنازل التي فوق منزلته, (التي حصلت له قبل هذا الدعاء) فلا تعجب من هذا الأجر العظيم مقابل هذا الذكر اليسير, فهذا من فضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم, يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فلا تتهاون ولا تغفل عن هذا الكنز العظيم واحرص عليه كل الحرص حتي لا يفوتك هذا الخير العظيم، فقد كان الصحابة والسلف الصالح يتعمدون المرور بالأسواق يقصدون الأسواق لا لبيع ولا لشراء ولا لحاجة أخرى وإنما لذكرالله وقول هذا الدعاء فقط ثم ينصرفون، فقد كان قتيبة بن مسلم رحمه الله يركب في موكبه حتى يأتي السوق فيقول هذا الدعاء ثم ينصرف، فيسن هذا الدعاء عند دخول السوق لحاجة ما (شراء, بيع, لقاء,...) أو عند المرور بسوق قريب أو عند قصد السوق خصيصا لقول هذا الدعاء (بدون حاجة: بيع, شراء, موعد...). والحكمة في حصول هذا الأجر العظيم هي لأمرين, فالأول: كأنه لما كان أهل السوق مشتغلين بالتجارات والمكاسب, وهم في غفلة من ربهم, بل أكثرهم مبتلون بالأيمان الفاجرة الكاذبات, وكان هذا بينهم ممن ذكر الله تعالى, واشتغل بأمر الآخرة مخالفة لهم وتعظيما لربه عز وجل, لا جرم حصل له هذا الأجر العظيم. والأمر الثاني: باعتبار أن هذه الكلمات مشتملة على التهليل والتوحيد والثناء على الله تعالى بالصفات الجميلة، أخيراً احرصوا كل الحرص للحفاظ على هذا الدعاء وتبليغه وتعليمه للآخرين وتعليقه في الأماكن المناسبة (كالأسواق والمساجد,...)
ملاحظة: السوق معناه كل ما فيه بيع وشراء, مهما كان حجمه (صغيرا أو كبيرا, يومي أو أسبوعي...) ومهما كان نوعه (الخضر والفواكه, الماشية, السيارات, التموين, ...) لتسهيل حفظ هذا الدعاء, فهو الذكر الذي يقال بعد الصلاة مع إضافة الجملة التي باللون الأحمر (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير, وهو على كل شيء قدير)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي لك تنفيذ هذه الفكرة التي طرأت لك وهي طبع دعاء دخول السوق وتعليقه في مداخل السوق والمساجد ونحوهما في الأماكن التي تجمع الناس لما في ذلك من نشر الخير والدلالة عليه، والحديث الوارد في دعاء السوق حسن، والشرح المذكور له صواب.

ولمزيد من الفائدة نقول: الحديث المذكور ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حسنه المنذري في الترغيب والترهيب، والألباني، وغيرهما وفيه فضل عظيم، وفي نشره إعانة على الخير وتسهيل لوسائله.

وأما الشرح الذي ذكرته للحديث فصحيح، لأن ألف ألف حسنة يساوي مليون حسنة وهكذا في السيئة، وأما الدخول إلى السوق لمجرد الدعاء والرجوع دون حاجة في السوق سوى ذلك فجائز لأنه قد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يدخل السوق من أجل أن يسلم على الناس ويسلموا عليه ليحظى بثواب ذلك؛ لما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، قال: حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن المنهال عن مجاهد عن ابن عمر، قال: إني كنت لأخرج إلى السوق ومالي حاجة إلا أن أسلم ويسلم علي.

وينبغي أن ينوي الداخل للسوق أن يقول هذا الدعاء ويسلم على الناس ويسلموا عليه ويتعرف على أحوال الناس ويشجعهم على الخير وينهى من وقع منهم في منكر ليحصل له الجمع بين خيرات كثيرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني