الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من صلى قبل دخول الوقت فصلاته باطلة وعليه إعادتها بعد دخول الوقت

السؤال

أعيش في مدينة شمالي أوروبا والليل قصير عندنا في الصيف. منذ قدومي وأنا أعتمد جدول مواقيت الصلاة الذي وُزّع علينا في المسجد لكن هذا العام اكتشفت مصادفة أن المسجد اعتمد جدولاً آخر. ما يهم في الأمر أن موعد صلاة الفجر في التوقيت الجديد هو 2:43 بينما 1:33 بعد منتصف الليل في التوقيت الذي لدي، ولا يوجد فرق كبير في أوقات باقي الصلوات. ولدى علمي بالأمر ذهلت حقاً لأني أصلي الفجر في بداية وقته أي أني أصلي قبل موعد الصلاة بناء على الجدول الجديد المعتمد، فاتصلت بصديق لي يصلي في مسجد آخر لأتبين الأمر فأخبرني أنهم لا يزالون يصلون الفجر الساعة 1:45 كما في السابق وأن لا حاجة أن أعيد صلاتي، لكني لم أكتف بذلك وحاولت أن أتبين الهالة البيضاء في السماء والتي تظهر عند الفجر فلم أر فرقاً في بياض الليل إن في أوله أو آخره.
سؤالي هو: أي التوقيتين أتبع لدى أداء صلاة الفجر علماً بأني أستيقظ طول الليل لأدرك الفجر فإن نمت أضعت المغرب أو العشاء أو الفجر أو كلها لذا أنام بعد الفجر وسأجد مشقة كبيرة لأداء الفجر الساعة 3:00 بناء على التوقيت الجديد. أيضاً هل أنا آثم لتركي صلاة الجماعة مع أني لا أجد من أصلي معه وأقرب مسجد يبعد عني 4,35 كم وأقضي حوالي الساعتين ذهاباً وإياباً إذا أديت صلاة واحدة في المسجد ولا سبيل للانتقال قرب المسجد لأني أكون في الجامعة معظم الوقت والجامعة تبعد نفس المسافة عن المسجد، علماً بأني أصلي الجمعة في المسجد.
بارك الله فيكم وجعل هذا في ميزان حسناتكم وجزاكم الله خير الثواب وثقل موازينكم يوم القيامة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا نقول للأخ السائل أن عليه أن يعتمد على التقويم الذي يوافق العلامات التي نصبها الشرع لمعرفة دخول أوقات الصلاة فإن الله سبحانه وتعالى قد حدد لكل صلاة وقتاً تؤدى فيه، لا تقدم عليه ولا تؤخر عنه من غير عذر شرعي، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم وقت كل صلاة ابتداء وانتهاء، فمن صلى صلاة قبل دخول وقتها لم تجزئه وعليه إعادتها بعد دخول الوقت. إلا في الأحوال التي يجوز فيها تقديم العصر ليجمع مع الظهر أو تقديم العشاء ليجمع مع المغرب، ويحصل العلم أو غلب الظن بدخول الوقت بمعرفة الشخص نفسه علامات دخول وقت الصلاة وتأكده من دخولها أو بإخبار الثقة العدل من المسلمين بدخول الوقت، ثم إن وقت الصبح يبدأ بطلوع الفجر الصادق وهو البياض الذي ينتشر من جهة المشرق ويمتد يمينا وشمالا ويستمر وقتها لطلوع الشمس، فمن صلاها قبل طلوعه لم تصح صلاته سواء كان معتمدا على تقويم أم لا، ومن صلاها بعد طلوع الشمس متعمدا تأخيرها أثم وتصير صلاته قضاء، ومن صلاها بين ذلك كانت صلاته أداء، وإذا لم يكن أحد التقويمين يوافق ما نصبه الشرع لدخول الوقت فلا يجوز الاعتماد عليهما ،فإن تبين أنه كان يعتمد على تقويم يخالف تحديد أوقات الصلاة المعتبرة شرعا بحيث يصلي قبل دخول الوقت فإن عليه أن يعيد صلاة الفجر طيلة الفترة التي مرت عليه وهو يصليها قبل وقتها، ونحن نوصي للأخ السائل بأن يتوجه بالسؤال إلى أهل العلم الموجودين في بلده عن وقت الصلاة فإنهم سيعينوه على ذلك، إذ نحن لا نستطيع أن نحكم أي الوقتين المذكورين هو وقت الصلاة، ولبيان كيفية قضاء فائتة الصلاة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 31107، ومن جهة أخرى فإذا كان المسجد الذي تقام فيه الصلوات الخمس بعيدا عنك ويشق عليك الذهاب إليه في كل الأوقات فحاول أن تبحث عمن تصلي معه جماعة في بيتك أو غيره ولا تأثم بعدم الذهاب إلى المسجد لبعده وحصول المشقة مع أن الصلاة فيه أفضل وأكثر أجرا، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 75413، 4538.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني