الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للعامة الخوض في آيات الصفات ومسائل العقيدة الدقيقة

السؤال

بارك الله فيكم عندنا مجموعة من الشباب نتحدث في صفات الله وآيات التجسيد والتشبيه وخبر الآحاد من الأحاديث وسبب ذلك بلبلة بين المصلين ولما كان علمي الشرعي متواضعاً رغم أني أحمل شهادة في الفيزياء فقد لجأ إليَّ البعض أرجو أن توضحوا لي هذه القضايا خاصة رؤية الله عز وجل يوم القيامة وهل هي للمؤمنين أم الجميع، وعن الخلود في النار للكافرين؟ وجزاكم الله خيراً..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما تنازع فيه المسلمون من المسائل العلمية والعملية أصولاً وفروعاً يجب أن يرد إلى الكتاب والسنة، كما قال الله تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [النساء:59].
وإذا لم يردوه إلى الله ورسوله لم يتبين لهم وجه الحق في ذلك، وحصل بينهم الاختلاف والبغي والعدوان؛ إلا أن يرحمهم الله.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية لا يحل لأحد كائناً من كان أن يتكلم في أصول الدين، ومسائل التوحيد برأيه، أو أن يتخرص فيه بالظنون والأوهام، بل لا يتكلم في ذلك إلا من تلقاه من الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف هذه الأمة.
ومن تكلم برأيه وما يظنه دين الله ولم يتلق ذلك من الكتاب والسنة فهو آثم وإن أصاب، ومن أخذ من الكتاب والسنة فهو مأجور، وإن أخطأ، لكن إن أصاب يضاعف أجره. ا.هـ من كلام شارح الطحاوية.
ثم اعلم أنه لا يجوز الكلام في المسائل الدقيقة في العقائد أمام العامة، ولا مخاطبتهم بها، وإنما يؤمرون بالجمل الثابتة من الكتاب والسنة والإجماع دون الخوض في التفاصيل والمسائل الدقيقة المشُكلة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الواجب أمر العامة بالجمل الثابتة بالنص والإجماع، ومنعهم من الخوض في التفصيل الذي يوقع بينهم الفرقة والاختلاف، فإن الفرقة والاختلاف من أعظم ما نهى الله عنه ورسوله. الفتاوى 12/237.
وأما ما سألت عنه في قضية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وخلود أهل النار فيها، فجواب ذلك تجده في الفتوى رقم: 4228.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني